الاثنين، 25 أوت 2008

ثقافة المشهد ...ثقافة ابتزاز الجمهور ؟؟؟

مع قدوم شهر رمضان كل سنة نصاب بتخمة الانتاج الدرامي الموجه للجمهور( او التكالب على الجمهور كما اشارت لذلك جريدة العرب القطرية )... وهو ما تتخصص به تلفزتنا الموقرة خاصة من مسلسلات وبرامج وووو... غير ان ما يلفت الانتباه وهو موضوع حديثي هنا هو ابتزاز الجمهور عبر الاشهار والدعاية التي تلاحظ بشكل يتخم المتفرج الى حد الغثيان فكل شئ يقدم لايبدو مجانيا وكل عمل درامي يتم استخلاصه من الدعاية عبر استبلاه الجمهور ...لقد كان ريجيس ديبراي على حق حين قال :"ان عصر الشاشة حين يغدو مسيطرا اينما كنا ستكون فضيلته الفساد ومنطلقه الامتثالية وافقه عدمية مكتملة " فالمجتمع المشهدي مجتمع امتثالي عدمي يدار بواسطة تكنولوجيا سياسية ليبيرالية متطورة هدفها كما قال بودريارد "تحويل الانسان ذاته الى رمز "قابل للاستهلاك ...لذلك تكون الدعاية الموجهة عبر التلفزيون خاصة (في عصر الصورة ...عصر ما نراه ونصدقه لاننا نراه لا ما نسمعه ) وان اعتمدت ايديولوجيا التعميم او" اكذوبة المساواة"( المساواة بين الاغنياء والفقراء ) كما يسميها بارط ليس لها من هدف سوى الربح المادي ...يعني ابتزاز سلبية الجمهور وتقبله لكل ما هو جديد ...ويزيد الامر سوءا عندنا حين تتعمد ادوات الدعاية العربية والخليجية خاصة توظيف النص الديني لتمرير سلعة ما ...حينها يصبح الاستلاب مضاعفا والابتزاز رهيبا ...حتى كأن النص الديني يحيل تماما على تلك السلعة او تصبح تلك السلعة مباركة بفضل الدين ...اذكر اني شاهت ترويجا لاحدى منتجات مشتقات العسل يسبق الاشهار بتلاوة اية قرآنية من "سورة النحل "(اية 69 )والامثلة على ذلك كثيرة ؟؟؟ فالمجتمع التونسي اصبح جزءا من مجتمع المشهد ينفتح بفضل اشكال الدعاية الحديثة على ثقافة الاستهلاك تدار بواسطة تكنولوجيا السيطرة والامتثال عبر" سلوك منوم "كما سماه غي ديبور هدفه تسليع الانسان ذاته (تحويل الانسان نفسه الى سلعة ).


هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

مقال حلو لكن لا يخدم التوجه الرأسمالي
الغاية تبرر الوسيلة
يعني كونو استعمال نص ديني او سياسي او حتى تبندري في صالح ترويج المنتوج هو جائز

لكن منساوش انو في ظل السوق الحرة و التكتلات الاقتصادية المنتوج المحلي تراجع مليح على هذاكة منجمو رجعوه الى من خلال استبلاه المواطن في الوقت الي المنتوج المحلي لايرقى الى مستوى المنافسة
دونك كي نستبله المواطن متاعنا نخدمو منتوجنا المحلي و بالتالي و نحافظو على ديار من التشتت و نحافظو على الخدامة
انا منيش مع التوجه هذا 100بالميا لكن نتصور انو حل بديل حتى يأتي مايخالف ذلك

عاشور الناجي يقول...

المسألة هنا ذات بعد عالمي فعلا و إن كنت لست بصدد الدفاع عن قناتنا الوطنية

أذكر أن صاحب أو مدير قناة فرنسا واحد و هي الأولى من حيث المشاهدة قال و حرفيا نحن لا نبيع ثقافة و لكن مادة شخمة للكوكا كولا و الماكدونالز ، كل البرامج يجب أن تكون تافهة لتهيئة المشاهد لاستهلاك مواد تافهة


في القنواة العربية الأمر مضاعف لتشاهد حلقة من مسلسل تافه مدتها 30دقيقة ، تجبر على متابعة 15 دقيقة اشهار كل خمس دقائق

عدم احترام الجمهور ، أمر طبيعي ، كعدم احترام المواطن ، و عدم احترام الانسان و أما المتاجرة بالدين فرأيي أن الأسلام أصلا تجارة في بنيته و لكن هذا موضوع آخر

abunadem يقول...

عاشور
اعتقد ان القائمين على الدين هم سبب البلية
تيتوف
انت تبرر توظيف الدين تجاريا وهذا ضد الدين ذاته