الأربعاء، 30 جانفي 2008

الشيخ إمام عيسى : الاعمى الذي رأى كل شيء


عندما توفي الشيخ إمام عيسي في7 تموز (يونيو) 1995 نعته في صحيفة الأهرام مجموعة من رموز الثقافة المصرية والعربية في بيان مدفوع الأجر. وكتب أحد كبار كتاب هذه الجريدة يتساءل عن هذا المغني الذي منحه المثقفون لقب فنان الشعب ... هذا الشيخ الضرير الذي رأى بعينيه كل شيء :
- رأى ظلمة النور حيث فقد بصره عندما كان عمره شهرين .
- رأى الفقر والحرمان .في الكتاب حفظ القرآن و أجاده حتى بلغ من العمر 12 عاما. حيث كان يوجد في قرية " أبو النمرس" في ذلك الحين فرع للجمعية الشرعية و هي جمعية أنشأها في بداية القرن الشيخ محمود خطاب السبكي و هو أحد العلماء الدينيين و كانت الجمعية تتولى إيواء الفقراء و إطعامهم و يعيش في رحابها عدد من المقرئين و رجال الدين الفقراء .
- رأى التشرد حيث فصل و طرد من الجمعية دون استئناف لأنه ضبط متلبسا بسماع القرآن في الراديو و كان يجلس على المقهى. فبعد موت الشيخ السبكي تولى إدارة الجمعية ابنه و مجموعة من العلماء المتزمتين و كانو يرون أن قراءة القرآن في الإذاعة امتهان لكلمة الله , و أن سامع القرآن لا ينبغي أن يتسلى. فأصبح شيخنا بلا مأوى و لا مورد , رغم انه طلب الغفران و الصفح فلم يستمع إليه أحد. فكان يمضي النهار متجولا في شوارع الغورية و الأزهر و الحسين و يقضي الليل في جامع الأزهر. و بعد تشرد ساقته قدماه إلى حجرة صغيرة في الغورية كان يقرأ القرآن في البيوت و الدكاكين مقابل الطعام أو قروش قليلة.
- رأى وعايش أصول الإبداع الموسيقي حين تعرف صدفة على الشيخ زكريا أحمد و هو أحد الملحنين الذين حافظوا على تراث الموسيقي العربية من الاندثار, و استمع إلى الشيخ محمود صبحي و هو صديقه و رفيقه.و كان عدد كبير من الفنانين يعيشون في حوش قدم و الفحامين. حين كان الشيخ زكريا يضع لحنا لأم كلثوم فكان شيخنا يحفظه و يؤديه .
- رأى الزواج والطلاق في شهر واحد اذ زوجته أمه لرغبة منها من إحدى معارفها ونزولا عند رغبة الأم تزوج شيخنا وطلق في نفس الشهر من سنة 1945 ولم يكرر بعدها الفعلة ( أسوة بالمعري ربما ) .
- رأى التألق والنجومية مع صديقه نجم الذي التقاه سنة 1962 .سأله. لماذا لا تلحن؟ فقال شيخنا بضرب من الخجل من الفكرة, لأنه لا يجد الكلمات. فرد نجم على الفور:بمقطوعة عاطفية من كلماته لحنها على الفور.( اسمها أنا أتوب عن حبك أنا .. أنا لي في غيرك هنا ) .
- رأى مع نجم الاعتقال والسجن والتعذيب وزار كل سجون مصر خاصة بعد هزيمة حزيران حين غنى يا محلى رجعة ضباطنا من خط النار وغنى بعد ذلك أغنية بقرة حاحا و أنا الأديب التي تهجم فيها صراحة على ضباط الثورة وحملهم مسؤولية هزيمة حزيران وخاصة حين يقول : يا شعب ثور داهية تسمك ... وشيل اصول اسباب غمك..عصابة بتمص في دمك والاسم قال ضباط احرار ... شيلوا القطيع النكساوي اللي لا عايز ولا ناوي يرحل ويكفانا بلاوي من تحتو راسو ذل وعار وبعدها اقسم جمال عبد الناصر ان لا يخرج نجم وامام طالما هو على قيد الحياة ..
... في المعتقل كان الجنود و الضباط يستمعون خلسة الى الشيخ امام وهو يغني. وكان التحقيق معه يدور في الجزء الأكبر حول مغزى ما يقوله. و كانت شهادته و أقواله غناء.

بهذه المناسبة اهدي لمحبي هذا الشيخ وانصافا له اعماله الكاملة التي اتقن صديقنا كريم السمعلي في تخزينها وحفظها في موقع الملتقى وكذلك ما تفضل به احد اعضاء منتدى سماعي اخيرا .

الخميس، 24 جانفي 2008

محمود درويش : صمت من أجل غزة !



تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار
انه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة ، انه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه .. مفتون بمغازلة الزمن .. إلا في غـزة
لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء .. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف
عن الإنفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن .
لأن الزمن في غـزة شيئ آخر .. لأن الزمن في غـزة ليس عنصراً محايداً
انه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل . ولكنه يدفعهم إلى الإنفجار والارتطام بالحقيقة . الزمن هناك
لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو .. ليس الزمن
في غـزة استرخاء
ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة .. لأن القيم في غـزة تختلف .. تختلف .. تختلف .. القيمة الوحيدة للانسان
المحتل هي مدى مقاومته للإحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك .
وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية .. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة
ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد . لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون
إلا من أجل الاعلان والصورة
ان غـزة لا تباهى بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها انها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها
وغزة لا تتقن الخطابة .. ليس لغزة حنجرة ..مسام جلدها هي التي تتكلم عرقاً ودماً وحرائق .
من هنا يكرهها العدو حتى القتل . ويخافها حتى الجريمة . ويسعى إلى إغراقها في البحر او في الصحراء
او في الدم
من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً . لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للاعداء والاصدقاء على السواء .
ليست غزة أجمل المدن ..
ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض .
وليست غزة أغنى المدن ..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن . ولكنها تعادل تاريخ أمة . لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء ، وفقراً وبؤساً وشراسة . لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته ، لأنها كابوسه ، لأنها برتقال ملغوم ، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة ، ونساء بلا رغبات ، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب
نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة ، أجمل ما فيها انها خالية من الشعر ، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني .. وتركناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا ، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع .
ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم
وحين نتساءل : ما الذي جعلها أسطورة ؟
سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار ، وغزة لا تجيء الينا غزة لا تحررنا ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصى سحرية ولا مكاتب في العواصم ، ان غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد وحين نلتقي بها – ذات حلم – ربما لن تعرفنا ، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار
صحيح ان لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة
ولكن سرها ليس لغزا : مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها )
وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم . وليست علاقة المدرس بالطلبة .
لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة و لم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة
لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد
ولا يهمها كثيراً أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة أعلامية ، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها .
لا هي تريد .. ولا نحن نريد
من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تكون كنزاً معنوياً واخلاقياً لا يقدر لكل العرب
ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيئ يشغلها ، لا شيئ يدير قبضتها عن وجه العدو، لأشكال الحكم في الدولة الفلسطينية التي سننشئها على الجانب الشرقي من القمر ، أو على الجانب الغربي من المريخ حين يتم اكتشافه ،انها منكبة على الرفض .. الجوع والرفض والعطش والرفض التشرد والرفض التعذيب والرفض الحصار والرفض والموت والرفض .
قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها )
قد يكسرون عظامها
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أـطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة : نعم
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة ...

فاصلة :
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة ...

قلم / محمود درويش - من كتاب ( حيرة العائد )

سقوط جدار رفح ...تعادل تونس ..وخرس الديكة عن الصياح



في الوقت الذي كانت فيه النساء الفلسطينيات تقتحم معبر رفح وتحطم الجدار العازل المدعم بحراسة مشددة كانت جماهيرنا تمني النفس بالانتصار على السنيغال وتمني الخاطر بعرس جماهيري في الشوارع تطلق فيه صافرات السيارات والدراجات كما تعودت يطلق لها العنان في مثل هذه المناسبات لتنطلق في كرنفال ديكة ( للتسرديك) .لكن السنغال ابت الا ان تردنا الى وعينا وحجمنا لنفهم ان ما يحاك من مؤامرات هناك يستحق مباركة الانتصار .فالنقاط الاربعة التي خسرناها قد استحقتها بامتياز نساء فلسطين اللاتي تمرن طيلة 7 اشهر على الجوع والحرمان والاذلال .لقد فوتت علينا السنغال ان نسردك في الشوارع لنلقن بعضنا دروسا كاذبة في الوطنية تبدا بهذيان الشعارات الجوفاء والولاء المبهم للوطن لتنتهي برفع شارات النصر باليسرى وقوارير الجعة باليمنى من اعلى سيارات مكشوفة تصم اذاننا بعويل لا نسمعه عند الشدائد .لقد كان المصريون هذه المرة اكثر جراة حين لم يمنعهم فوزهم عن عزف سمفونية النصر الحقيقي لتحطيم اسطورة جدار اذلهم لعقود واجبار النظام المصري ان يتخذ موقفا لصالح شعب محاصر منذ خمسين سنة .قد يفهم الموقف الرسمي المصري هذه المرة بكونه تحت ضغط الشارع المصري والفلسطيني ومنظمات الاغاثة الانسانية او رد فعل على الموقف الامريكي الاخير من مصر ابان زيارة بوش الاخيرة .او ركوبا على احداث قد تفلت منه .لكن فوز مصر مضاعف هذه المرة وان كان لنسور قرطاج فضل هذه المرة انهم فوتوا علينا فرصة درس اخر من دروس وطنية الشارع ؟؟؟

الأربعاء، 23 جانفي 2008

المقال البودورو بامتياز ... علق في بعض المعاهد للتهجم على قطاع الثانوي؟؟؟


الإضرابات المتكرّرة في قطاع التربية : أزمة حوار أم توظيف سياسي !!
عن جريدة الصريح : " عمود وجهة نظر "
بقلم : علي بن نصيب !!

لجوء نقابات التعليم و خاصة نقابة التعليم الثانوي أكثر من مرة إلى الإضراب أو التهديد بالإضراب و خاصة مطلع هذه السنة التربوية يثير العديد من التساؤلات. فرغم أنّ السنتين المنقضيتين شهدتا توقيع ما لا يقلّ عن 6 اتفاقيات بين الوزارة و نقابات التعليم تبلغ كلفتها سنويا زهاء 78 مليارا فإنّ العلاقة المتوترة بين الطرفين تبعث أحيانا على الاستغراب من سلوك هيكل يفترض أنّ مهمّته الأساسية هي الدفاع عن المطالب المهنية لمنخرطيه.
ها هنا قد نسأل النقابة المحترمة التي أعلنت الإضراب احتجاجا على تنظيم المرحلة الثانية للقمّة العالمية حول مجتمع المعلومات بتونس سنة 2005 عن علاقة ذلك بالمدرسة التونسية و بوضعية لمدرسين!
نسأل النقابة المحترمة عن إعلانها الإضراب تضامنا مع الشعب الفلسطيني عن مسؤولية وزارة التربية من معاناته تحت الاحتلال ؟
نسأل النقابة المحترمة عن الجهد الذي بذلته لاكتشاف أمر على غاية من الخطورة هو إسناد منحة استثمار عادية بمقتضى أمر منشور في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ؟!
الأسئلة عديدة في الحقيقة تصل بنا إلى موضوع المضربين عن الطعام الذين فتحت لهم نقابة التعليم الثانوي أبوابها و خصّصت لهم غرفة مستقلّة و أعلنت أنّ مطالبهم " الشرعية " مطالب مصيرية تستدعي شنّ إضراب أول و ثان و ثالث.
المسألة قد تبدو مثيرة لا للحيرة فقط، بل لأشياء أخرى إن علمنا أنّ " المضربين " كانوا في نظر النقابة " خطرا " على المهنة و أشخاصا حصلوا على عملهم " بالواسطة " و " الأكتاف " و أنّهم أخذوا مكان زملاء لهم ينتظرون في طابور " الكاباس " ؟!
فما الذي تغيّر ليصبحوا بقدرة قادر مناضلين نقابيين و الدفاع عنهم واجبا نضاليا ؟ هل يعني ذلك أنّهم " نزهاء " و أنّ انتدابهم في خطة أستاذ معاون كان انتدابا شرعيا و لم يكن كما كانت تراه النقابة ؟!
الحيرة قد تتضاعف حين ندخل في التفاصيل ، لنجد أنّ القضية مفتعلة من الأساس و مفبركة و لكن بحرفية ضعيفة قليلة الخبرة و المهارة.
إنّ الادعاء بأنّ ما تقوم به من تحركات ردّ على " طرد " أساتذة شاركوا في إضراب يؤكد أنّ النقابة باتت ضالعة في تشويه الحقائق و مغالطة الرأي العام لغاية في نفس يعقوب.
فما حصل هو عدم تجديد " عقد " وقتي ينصّ صراحة على أنّه انتداب في رتبة أستاذ معاون صنف " أ " و بصفة قابلة للرجوع فيها لمدة 11 شهرا و 14 يوما بالنسبة للسيد محمد المومني و 11 شهرا و 16 يوما للسيد علي الجلولي و 10 أشهر و 15 يوما للسيد معز الزغلامي.
فالانتداب وقتي لا يتمّ حسب الأمر المتعلّق بضبط النظام الأساسي الخاص بسلك الأساتذة المعاونين إلا بصفة استثنائية و لضرورة متأكّدة و طارئة لنقص في المدرسين و إلزام الإدارة حسب ذات الأمر بأن " ينصّ قرار انتداب الأستاذ المعاون خاصة على الصبغة الوقتية للانتداب و القابلة للرجوع فيها و مدّة الانتداب في صورة القيام بنيابة أحد المدرسين " فالمسألة هنا تبدو محسومة منذ البداية. فمن اختار الانتداب بهذه الصيغة يدرك مسبقا شروطها و ضوابطها و يكون السؤال هنا لماذا رضي بالأمر منذ البداية ، و من ضربه على يده ليقبل بالدخول تحت هذا السقف ؟؟
و كيف تتبنّى النقابة المحترمة قضيّة لا علاقة لها برسالتها الحقيقية ؟؟ و لماذا أقحمت النقابة نفسها في سيناريو مسرحيات الجوع التي تنتهي بزيادة في وزن أصحابها، الذين فاجأتهم الكاميرا بصحة جيدة في شباكها ثم حاورتهم و هم ممددون على الأرض لا يقدرون على الحركة و النطق !!
و ما هي العلاقة بين التضامن مع المضربين و رفع صور الرئيس الشهيد صدام حسين ؟! و ترديد شعارات لتيارات سياسية تخريبية معروفة ؟!
في هذا السياق يجوز لنا أن نتساءل هل دخلت النقابة المحترمة عصر " المناولة السياسية " و ما انعكاس ذلك على مصداقية العمل النقابي و ما تحظى به المنظمة الشغيلة من رصيد نضالي كبير ؟
الإجابة تبدو معقدة و لكنها تستدعي وقفة نقدية تحول دون توظيف العمل النقابي النبيل في المهاترات السياسية التي دأبت عليها أطراف محسوبة زورا و بهتانا على المعارضة التونسية و تحول بالخصوص دون إقحام المؤسسة التربوية ضمن أجندة الانفعال و التشنج التي تصرّ عليها بعض الأطراف الانتهازية التي ساهم الإتحاد العام التونسي للشغل بمواقفه الوطنية الرصينة في إظهار إفلاسها و خوائها و تعمّدها التصعيد لإخفاء فشلها.
من هذا المنطلق تبدو الإضرابات المتكرّرة في قطاع التربية دعوة لكلّ الأطراف إلى تعميق الحوار البنّاء بعيدا عن المزايدات و التوظيف السياسي المكشوف، بما يساعد على تعزيز مكاسب المنظومة التربوية و المكاسب الاجتماعية بصورة عامة.
و من هذا المنطلق بالذات نقول مللنا إضرابات الجوع الوهمية و مللنا سياسات الفرقعة و الإثارة التي يعمد إليها البعض متصورا أنّ بإمكانه الحصول على مظلّة تحميه من القانون و تمنحه حصانة تجعله فوق المساءلة.
أمّا قضيّة المعاونين الثلاثة فتبدو أكثر من فرعيّة لأنّها مجرّد شجرة تخفي وراءها أكثر من سؤال عن أجندة نقابات التعليم أو على الأقلّ بعض الفاعلين فيها و عن موقف القواعد النقابية و جمهور الأساتذة الذين لم يعد أغلبهم يفهم من الإضرابات المتكرّرة سوى شيء واحد هو التضامن على قاعدة " أنصر أخاك " و تلك بالطبع مسألة ثانية.

علي بن نصيب
تونس 25 ديسمبر2007
--------------------------------------------------------------------------------
رد النقابة العامة للتعليم الثانوي

تونس في 14 جانفي 2008

الإتحاد العام التونسي للشغل
النقابة العامة للتعليم الثانوي
(ردا على علي بن نصيب)
عندما تتحول منابر وجهات النظر إلى منابر للقذف

صدر بجريدة الصريح بتاريخ 25 ديسمبر2007 المناسب لليوم 36 إضراب الجوع، مقال في ركن وجهة نظر فيه تحامل على النقابة العامة للتعليم الثانوي تحت عنوان : "الإضرابات المتكررة في قطاع التربية : أزمة حوار أم أزمة توظيف سياسي ؟ "
وقد ارتأينا في النقابة العامة في البداية ألا نرد على مثل هدا النوع من المقالات ،ولكن لما تحول إلى تصريح رسمي من وزارة التربية وصار ، بتزكية مصالحها المركزية ومذكرات مديريها الجهويين ، بيانها الخاص في الرد ، بعد خرس طويل ، على إضراب الجوع، صار لزاما علينا قي النقابة العامة التي تعودت ألا تتخفى وراء الأشباح والبيانات المجهولة ،أن ننير صاحب المقال وبعض أصحاب وجهات النظر من أمثاله وأن تنير خاصة الرأي العام.
وننطلق من ملاحظة منهجية أساسية ,ندرسها لتلاميذنا مند حداثة تعليمهم وهي أن وجهة النظر تتسم في الأصل بالرصانة وهدوء العقل وعمق التفكير ولغة المحاججة وتنزع إلى الموضوعية ,وفي المقابل تنأى عن السباب والشتائم وكيل التهم وتبتعد عن الدس والغلواء والمغالطة . ونرى أن المقال المذكور أعلاه قد عبأ من الصفات الثانية ما طاب له واتخذ من مقاله منبرا لسباب المقاهي فأساء لنفسه وأساء من حيث لا يدري إلى جريدة الصريح . وسنحاول ضبط النفس عند نتتبع سقطات المقال ، على كثرتها ، على قاعدة الموضوعية والرصانة :
1) لقد انطلق المقال من التعبير عن حيرته من لجوء نقابات التعليم الثانوي إلى الإضرابات .ولم يذكر عناوين هذه الإضرابات ، إلا ما حلا له وفق عقلية انتقائية ، ولم يحاول الإجابة عن حيرته تلك .وكان عليه أن يدرك أن وزارة التربية والتكوين لم تستجب لمطالب المدرسين ولم تمض 06 اتفاقات ، بتلك الكلفة التي ذكر إن صحت الأرقام، إلا بعد سلسلة من الإضرابات كان يمكن أن تتواصل لولا خروج ملف مطالب المدرسين عن دائرة القرار في وزارة التربية المتعنتة . وقد ألصق تهمة التوتر بالنقابة وجردها عن الوزارة رغم إقراره بأن النقابة هيكل يفترض أن مهمته الدفاع عن المطالب المهنية لمنخرطيه . وهو فعلا ما تحملته النقابة العامة للتعليم الثانوي عندما شنت الإضرابات بعد أن انسد أفق الحوار وبسببه تتعرض النقابة إلى حملة من الوزارة ومن بعضَ الأقلام الغريبة.
2) عرض بعد دلك صاحب المقال عددا من الأسئلة إيهاما بالنزعة الحجاجية لمقاله، المتوفرة شكلا والغائبة أصلا، فتساءل عن الإضراب احتجاجا على تنظيم قمة المعلومات بتونس سنة 2005 ؟ فحرّف عنوان الإضراب عن قصد والحقيقة أنه كان احتجاجا في البداية على مشاركة مجرم الحرب شارون ثم تحول إلى احتجاج على مشاركة الوفد الصهيوني في القمة ودوسه تراب الوطن .
ثم أردف ذلك بالسؤال عن علاقة هذا الإضراب بالمدرسة وبوضعية المدرسين ،وهو يعلم أن المدرسة التونسية أصبحت برامجها مرتعا للتطبيع (امتحان البكالوريا 2006 الذي تضمّن موضوعا لكاتب من غلاة الصهيونية، إيراد كتاب مدرسي فيه خارطة كتب عليها إسرائيل، وضع نصّ لمغنّ صهيوني ملفوظ من بلاده الأصلية الجزائر...) و ليدرك صاحب المقال أيضا أن المدرّسين في جميع بلدان العالم يشكلون ضمن فئات أخرى طليعة مجتمعهم وقد كان ذلك زمن التحرير وزمن البناء وسيظلون دائما منارة للروح الوطنية التي لا تذوي.
ويتساءل بعد ذلك في لهجة استنكار عن مسؤولية وزارة التربية في معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال حتى تعلن النقابة إضرابا تضامنيا. لماذا لم يطرح السؤال نفسه على الشعب الإسباني الذي نزل بالملايين تنديدا بمجزرة جنين، ولماذا لم يستغرب المظاهرات الحاشدة في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا والمغرب ومصر تضامنا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي ضد الغزو والاحتلال؟.
إن التضامن أولى بنا نحن يا صاحب المقال لأننا ننتمي لنفس الشعب واكتوينا بنار الاحتلال واحتضنا المقاومة في الجزائر وفي فلسطين وشاركنا فيها بالرجال والسلاح وعرّفنا بها وجاء الأوان لينقل المدرّسون هذا الوعي إلى تلاميذنا الذين حرمتهم وزارة التربية من برامج تتعلق بالثورة الفلسطينية ظلت مدرجة على امتداد عقود ثم ذابت وحلت محلها محاور غريبة لا تبرير لها غير التأقلم.
ثم ينتقل إلى السؤال عن "الجهد الذي بذلته النقابة لاكتشاف "... منحة استثمار عادية بمقتضى أمر..." فلم يذكر مقدار المنحة إذ جحد على 140 ألف مدرّس حقهم في جزء من الثروة الوطنية فمنّ عليهم بمقدار 78 مليارا (ولا نعرف من أين استقاه) وأخفى المليارين الذين أسندا إلى مستثمر واحد واعتبر ذلك أمرا عاديا. ثم لم يتساءل عن مدى حاجة المدرسة العمومية لهذه المنحة العادية وهي المدرسة الآيلة إلى التداعي والتدهور وبل والخراب.
3) إنّ كلّ ما تقدّم من تساؤلات صاحب المقال هو تمهيد إلى جوهر الموضوع : وهو إضراب الجوع الذي أعلنه 3 أساتذة مطرودون تعسفا وتبنته النقابة العامة للتعليم الثانوي وكل هياكل الاتحاد (انظر بيان الهيئة الإدارية الوطنية ليوم 22 نوفمبر 2007 وبياني المكتب التنفيذي بتاريخ 25/12/2007 و28/12/2007 وبيانات القطاعات المنتمية للاتحاد). وفي هذا الجزء تبدو معلومات صاحب المقال، مهما تخفّى، مستقاة من مصدر وحيد وأوحد وهو وزارة التربية ردّدها دون تمحّص أو تساؤل وقدّمها تباعا إلى الرأي العام على أنّها حقائق بل وعمد إلى انتقائها بطريقة مشوّهة أكثر حتّى من تشويهات الوزارة.
ليعلم صاحب المقال، أنّ النّقابة العامّة لم تعتبر يوما الأساتذة المعاونين "خطرا" على المهنة بل اعتبرت صيغة الانتداب هي الخطر. والدليل أنّها طالبت بإدماج جميع المعاونين، دون استثناء أو تمييز بين من انتدب ،على حد قول صاحب المقال ، بالوساطة أو بمحض الصدفة أو بالضغط والنضال ، كما طالبت بإنهاء هذه الصيغة المهينة في الانتداب، وذلك وعيا من النقابة أنّ قطاع التربية والتعليم قطاع حيوي واستراتيجي يعنى بمستقبل البلاد ولا يحتمل هشاشة الشغل والأوضاع الوقتية للعمل وحالة الإرباك و ووضع انعدام الطمأنينة على المستقبل الذي يكون عليه المدرّس.
ورغم احتجاجنا على انعدام الشفافية في انتداب هذا الصّنف من المدرّسين فقد استطعنا بعد سلسلة من الإضرابات التي احتجّ ضدها صاحب المقال أن نمضي اتفاقا مع وزارة التربية للإدماج والإنهاء التدريجي للانتداب بهذه الصيغة (انظر اتفاقي 17/10/2006 و15/05/2007).
إنّ ما تغيّر، يا صاحب "وجهة النظر" هو أن يُطرَد مدرّسون حازوا رضا الجهاز البيداغوجي والإداري لأنهم شاركوا في الإضرابات التي تساءلت عن تكررها وأدنتها واعتبرتها توظيفا سياسيا وهي التي فرضت الإدماج والإنهاء ومنحتي العودة المدرسية ومراقبة الامتحانات الوطنية وغيرها من المكاسب التي دفعت وزارة التربية إلى استغلال وضع الأساتذة المعاونين لمعاقبة القطاع ككل على سلسلة الإضرابات تلك وعلى المكاسب التي تحققت .
من حقك أن تعتبر القضية مفتعلة ومفبركة ما دامت ومصادرك هي معلومات مصالح معينة، تعرفها، في وزارة التربية. لو تدري "الحرفية الضعيفة قليلة الخبرة والمهارة" التي فبركت عمليّة طرد الأساتذة الثلاثة وأغرقت وزارة التربية في الارتباك والتخبط لهالك الظّلم والتعسّف وأحجمت عن السّباب ...
نؤكّد لصاحب المقال ، كما أكّدناه لمدير التعليم الثانوي بوزارة التربية وهو خير العارفين، أن لا وجود لـعقد وإلا ما وضعتَ الكلمة باحتشام بين الظفرين، إذ لم يمض أي أستاذ معاون أي عقد . وغاية ما في الأمر قرار وزاري ( انظر الفصل 2 مكرّر من الأمر عدد 2849) ينصّ على الانتداب بهذه الصيغة وينصص على الصنف ويحدد آجالا تتطابق مع الأمر الخاص الذي يحدد قابلية التجديد بعد أن كان في البداية (أمر عدد 2849 الصادر في 05نوفمبر 2002) يضبطها "لمدّة أقصاها سنة قابلة للتّجديد مرّة واحدة"، وعلى إثر التنقيح في الأمر عدد 834 لسنة 2004 الصادر في الرائد الرسمي بتاريخ 02أفريل 2004 أصبح التجديد غير محدد بسقف . ثم جاء الأمر عدد87 بتاريخ 15 جانفي 2007 الذي ينصص على الإدماج وذلك بعد اتفاق أكتوبر 2006 بين النقابة العامة ووزارة التربية.
فإذا كان الانتداب متصلا بالصفة الوقتية بالمعنى الذي تتعلّل به الوزارة ويردّده صاحب المقال لما كان هناك حاجة إلى تنقيح الأمر عدد 2849 بالأمر عدد 834. وإذا كانت المسألة متصلة بالعمل الوقتي (وهو صنف آخر يخص النيابة الوقتية، ويبدو أن المعلومات اختلطت على صاحب المقال) فلماذا تواصل وزارة التربية انتداب أساتذة فلسفة وإنقليزية بصيغة المعاونين وهما اختصاصان يهمان كل من محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي الذين لم تنته الضرورة المتأكدة لانتدابهم ، بل هو جاء القرار السياسي العقابي ضدّهم وضدّ من يمارس العمل النقابي من هذا الصنف تمهيدا لتعميمه على الأصناف الأخرى.
إنّ جوهر الرسالة الحقيقية للنقابة هو الدفاع عن مصالح المدرّسين بغضّ النظر عن أصنافهم ورتبهم وطرق انتدابهم، ولهذا تحوز النقابة ثقة عموم المدرّسين وتتمكّن عبرهم من تحقيق المكاسب وتسعى للمحافظة عليها وتجاهد من أجل حماية مصالحهم وكرامتهم من كلّ جور وتعسّف.
إنّ أكثر ما نعيبه على صاحب المقال هو اتهام ثلاثة شبان عرّضوا حياتهم لمدة 39 يوما من إضراب الجوع إلى أقصى المخاطر ونعيب عليه أن يدّعي "بأنهم خرجوا من إضرابهم بزيادة وزنهم"... كان عليه وهو صاحب "وجهة النظر" أن يستجلب التقارير الطبية ليتأكّد من صحّة أقواله وأن يتحقّق من التحاليل المخبرية أن يزن الثلاثة قبل أن ينهوا إضرابهم عن الطعام ، كنا نسمح له بذلك ، إلاّ إذا كان يشكّك في الإطار الطبّي ويطعن في مصداقية المراكز الصحّية العمومية ويتّهمهم بالتّواطؤ مع النقابة وبالسّعي إلى التّوظيف السياسي. عُد إلى مركز الطبّ الاستعجالي samu الذي آوى المضربين الثلاثة أياما وواجه إطاره الطبّي بطعنك في ضمائرهم وفي مصداقيتهم.
كما نعيب على صاحب المقال اتهام النقابة بـ"المناولة السياسية" وهو يعلم حقّ المعرفة أنّ الاتحاد بكلّ هياكله تقاوم المناولة في ميدان التشغيل فضلا عن مقاومة المناولة السياسية التي احترفها الكثيرون في هجومهم على الاتحاد أيّام المحن والأزمات وحتى في فترات التوازن.
بعد هذه الاتّهامات وهذا التشنّج الذي طبع المقال المذكور أعلاه تصبح الدعوة إلى "الحوار البناء" نفاقا متأخّرا لا ينطلي على أحد. فأن يملّ صاحب المقال إضرابات الجوع فأمر يخصّه ، أمّا أن يهدّد النقابة فيذكّرها " بمظلّة تحميها من القانون وتمنحها حصانة تجعلها فوق الحصانة " وأن يكيل لها التّهم التي عييت وزارة التربية نفسها من ترديدها ، وأن يدّعي بأن "جمهور الأساتذة" لم يعد أغلبهم يفهم من الإضرابات المتكرّرة سوى شيء واحد هو التّضامن..." فهذا أمر يخصّنا نحن جمهور الأساتذة دون سوانا ممّن لا يتذكّروننا إلاّ ليسبّونا ، و هو أمر يحدو بنا إلى أن ندافع عن أنفسنا وأن ندفع عّنا عقوق البعض ونكرانهم لجميل من علّمهم حرفا، ونرفع عن البعض غيمة المغالطة المجانية وننير للجميع طريق الحقيقة حتّى يعلم من لم يعلم بعد أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل منظّمة وطنية عريقة وأن لا أحد يزايد على هياكله بالوطنية وبالغيرة على مصالح البلاد.
وعلى أيّة حال فليخٌض صاحب المقال المذكور أعلاه فيما يريد أن يخوض ما دام يتحدّث عن مجرّد "وجهة نظر "لاغير ببراءة بعض أصحاب "وجهات النظر" ذوي الخصوصية . لكن أهل مكّة أدرى بشعابها.

عن النقابة العامة للتعليم الثانوي
الكاتب العام
الشاذلي قاري

الاثنين، 21 جانفي 2008

غزة ليست كأشباه المدن... فلنضيء لها الشموع


كل العرب الآن تعرف أن شوك الكف
شيء غير عشب الأرض
تعرف أن غزة غير أشباه المدن
الآن تعرف أن شباكا صغيرا من تراب الأرض
وحده ستطل منه على الوطن
.....
الآن تعرف أن هذا الصمت ذي الأشواك من شيم العرب
الآن تعرف أن صمتك لم يكن ذهبا ولا خشبا
وانك حين تصمت يصعدون إلى فمك...
أبدأت تحصي أضلعك...
كم من ضلوعك والحصار يضيق قد وقفت معك ..

معين بسيسو - القصيدة


الخميس، 17 جانفي 2008

انظروا ما كتبه مراسل صحيفة هآرتس عن زيارة بوش للمنطقة


السعودية معفاة لانها تشتري الاسلحة الامريكية بمليارات الدولارات
بوش يبيع الديمقراطية للاعداء والفقراء
تسفي برئيل (*)

رئيس الولايات المتحدة لم يضطر لمعالجة قطاع مناطقي واحد. المقصود هو مطلب عدد من اعضاء البرلمان المصري، بإعادة أُم الرشاش، اي ايلات الي بلادهم هذا مطلب جديد، وصل الي العناوين في مصر في مطلع الاسبوع. اتباع مؤسسة الاقصي لترميم مقدسات الاسلام التي يترأسها الشيخ رائد صلاح، وجدوا في حفريات توسيع مقبرة في ايلات آثاراً يعتبرونها جثثا لجنود مصريين.
كان طلعت السادات تحديداً ابن عم الرئيس المرحوم هو الذي سارع الي المطالبة بإعادة الارض للمصريين.
ولكن الرئيس بوش وجد صعوبة حتي في معالجة المطالب الجدية لإعادة الاراضي الي اصحابها التي تعترف الادارة الامريكية بشرعيتها خلال فترتي ولايته المتعاقدتين، ناهيك عن صعوبة قيامه بذلك خلال زيارته البهيجة للشرق الاوسط. والضفة الغربية، والقدس الشرقية، هضبة الجولان ومزارع شبعا تعتبر كلها مناطق ضمن الصراع يتوجب حل الخلاف عليها من دول المنطقة، ولكن واشنطن غارقة حتي رقبتها في كل الصراعات. كلها هي عناصر لصراع واحد بين اسرائيل والعرب. ولكن حتي ان نجح رئيس امريكي أيا كان باستخدام كل علاقاته، فلن يتمكن من احداث التغيير الذي بني بوش ايديولوجيته عليه عندما انتخب رئيساً.
قادة هذه الايديولوجية الثلاثة يرفعون لواء مكافحة الارهاب، تلك الحرب التي ستخرج منها امريكا منتصرة: تسويق الديمقراطية بدول الشرق الاوسط الموسع ـ مصطلح ادخله بوش عندما ضمن المنطقة دولاً اسلامية مثل افغانستان وباكستان وماليزيا واندونيسيا ـ بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية الي جانب اسرائيل بالقضاء علي محور الشر، الذي تشارك فيه ايران وعراق صدام حسين.
مصر، السعودية، البحرين والكويت وباقي دول الخليج هي الساق العربية لزيارة بوش. كلها دول صديقة مقربة من امريكا، وفيها جميعاً لم ينجح بوش في بيع بضاعة الديمقراطية الامريكية. مصر تلقت من بوش توبيخاً لسجن نشطاء سياسيين مثل ايمن نور قائد حزب الغد او البروفيسور سعد الدين ابراهيم الذي هاجر من بلده بسبب مطلبه تنفيذ اصلاحات ديمقراطية. الكونغرس الامريكي يجمد مساعدة لمصر بسبب المس بحقوق الانسان، وكوندوليزا رايس عبرت علانية عن عدم رضاها من الاصلاحات التي عرضها الرئيس المصري حسني مبارك في 2005. كل هذه الامور لم تغير اسلوب الحكم بطريقة جوهرية ولم تتمخض عن فرصة كبيرة لتغييره في المستقبل.
ولكن مصر هي دولة فقيرة تعتمد علي طاولة واشنطن. الرئيس المصري يستطيع في اقصي الاحوال التعبير عن امتعاضه من الضغط الامريكي بالامتناع عن زيارة واشنطن. هنا يكمن الفرق بين مصر والسعودية. في مصر يوجد علي الاقل مشهد استعراضي لحرية التعبير الواسعة نسبياً ومظاهرات لعمال غير راضين ونشطاء سياسيين للمعارضة، والصحافة المكتوبة من كل نوع تغمر البسطات وسينما ناقدة ووثائقيه وقصصية وفتحٌ لحدود جديدة، ومعالجة مسائل مثل الفقر او الشذوذ الجنسي او الديني. أما في السعودية فكل هذه الامور ليست موجودة.
صناعة الافلام في السعودية مكبلة باغلال النظام وليست هناك دور عرض بالمرة. الصحف السعودية المطورة نسبياً مثل الشرق الاوسط او الحياة، تصدر في بريطانيا او امريكا ولكن ليس في المملكة نفسها، التي تسيطر فيها مؤسسة الحفاظ علي الاخلاق بيد قوية. النساء يُعتقلن اذا ما كن في رداء غير محتشم، والرجال يُعتقلون ويضربون ويموتون ايضا في التحقيق في مكاتب هذه المؤسسة. المناهج التعليمية في المملكة ما زالت تعتمد علي الكتب التي تشجب المسيحيين وتشتم اليهود، ليست هناك ادبيات توزعها المنظمات الراديكالية. وزارة التعليم السعودية هي المسؤولة عن هذه الكتب. ليس هناك ما يمكن الحديث عنه بالنسبة لوجود برلمان او انتخابات في السعودية. هل حاولت كونداليزا رايس الجريئة ذات مرة توجيه تأنيب ولو خفيف لطريقة الحكم السعودية؟ وهل تلقي تقرير حقوق الانسان الصادر عن الخارجية صدي ما في خطاب الرئيس؟ وماذا حدث للطواقم الامريكية التي تباحثت قبل عامين مع النظام السعودي بتطوير حقوق الانسان في الدولة؟
هل سمع احد ما عن هذه المداولات؟ ولكن السعودية تعتبر مثل مصر رغم ذلك دولة معتدلة، اي دولة تستطيع دفع عملية السلام والتأثير علي حل الازمة في لبنان او المساعدة في دفع المصالح الامريكية في العراق. وليس اقل من ذلك أهمية: هذه هي الدولة التي يمكنها ان تشتري الطائرات والاسلحة الامريكية بمليارات الدولارات من خلال مداخيلها الضخمة من النفط. كما ان محطة زيارة بوش الاخري للكويت التي نجت من براثن صدام حسين، لم تتحول الي رمز للديمقراطية. صحيح ان فيها برلمانا وانتخابات وكان في حكومتها امرأتان ولكن وضعهما سيئ جداً بفضل الكتلة الاسلامية بالاساس. معصومة لمبارك غادرت الحكومة بسبب كونها شيعية والثانية نورية الصبيح تواجه اجراءات إقالة بأنها لم تضع الغطاء علي رأسها عندما اقسمت يمين الولاء. الكويت ليست الدولة الاكثر سوء بكل ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان، ولكن من يتمعن في تقرير حقوق الانسان الصادر عن الخارجية الامريكية لا يستطيع عدم الشعور بمغص البطن وهو يقرأ وصف الحالات التي يبتعد فيها القانون المتنور بسنوات ضوئية عن التطبيق العمليّ.
من الناحية الاخري في تلك الزوايا التي نجحت فيها الديمقراطية فعلا، ليس من المؤكد ان ادارة بوش راضية حقاً عما نتج عن ذلك مثلما حدث مع نتائج الانتخابات في السلطة الفلسطينية التي اوصلت حماس للحكم وتمخضت عن مقاطعة دولية للحركة. ما الذي يقصده بوش الان عندما يعبر عن تطلعه الي دولة فلسطينية ديمقراطية الي جانب اسرائيل؟ هل سيعارض إجراء انتخابات حرة في هذه المرة ايضاً ان انتصرت حماس فيها او كانت نتيجة لها جزء من البرلمان والحكومة؟

أي نوع من الديمقراطية

استياء الرئيس في هذا الشأن يذكر برد فعله علي نجاح الاخوان المسلمين في مصر في تشكيل كتلة ذات مغزي تضم 88 نائباً في اعقاب الانتخابات. ويبدو ان المسيرة الديمقراطية التي انتجت حكومة فاشلة في العراق ليست بالضبط طموح واشنطن. اذن فأي ديمقراطية بالضبط يقصد بوش؟ ربما الديمقراطية من الطراز الباكستاني، دول اخري تعتبر حليفاً استراتيجياً لواشنطن؟
واذا لم تكن الديمقراطية هي بالضبط الجائزة التي سيخلفها بوش في المنطقة بعد زيارته، فماذا يحصل مع الحرب ضد الارهاب؟ ليس كثيراً. بمعني، في افغانستان لا تزال تدور هذه الحرب للسنة السادسة وفي العراق لا تزال هناك سيارات مفخخة وقتلي كل يوم للسنة الرابعة ومع ذلك، فمقابل الوضع في افغانستان يوجد في العراق بعض التحسن. في الاسابيع الاخيرة كان هناك عدد اقل من الاصابات واعمال العنف، بفضل نشاط مليشيات عشائرية او قروية، طائفية او دينية، قررت أخذ الامور في ايديها والعمل ـ بتمويل امريكي ـ ضد خلايا القاعدة. واللاجئون الذين بدأوا يعودون الي منازلهم، وفي بعض أجزاء الدولة هناك احساس بتحسن الامن. ولكن هذا وضع هش يقيم اذرعا مسلحة بديلة لتلك الخاضعة للحكومة، التي لا تزال غير قادرة علي ان توظف قوات حقيقية لمكافحة الارهاب.
لإيران ايضاً دور في هذا النجاح، كما يعترف حتي الامريكيون. ومع ذلك فلا يمكن الشكوي من بوش بسبب الفشل في الحرب ضد الارهاب. فهذه حرب يكاد يكون من المتعذر الظفر بها، مهما كانت القوات النظامية التي ترسل اليها كبيرة، ولا سيما اذا كانت تأتي من الخارج. كما انه لا يمكن ان نأخذ علي بوش حقيقة انه في السنوات الاخيرة تحملت الولايات المتحدة وحدها تقريباً عبء الحرب المكثفة ضد الارهاب، سواء من ناحية المصادر التي توظفها لهذا الغرض ام من ناحية التصميم. وفي نفس الوقت فإن ادارة بوش نجحت في تشويش الفرق بين الانواع المختلفة من الارهاب وتلوين كل الارهابيين بلون واحد، اسلامي. بهذا الشكل نجحت تقريباً في الغاء الاحتمال لايجاد حلول سياسية لمشكلة الارهاب.
في العراق فهمت الادارة أخيراً ان لا مفر من ضم أعضاء من الامس كانوا يسمونهم ارهابيي البعث ، الي الحرب ضد ارهاب القاعدة. في الباكستان الارهاب لا يزال موضوعاً قومياً ـ طائفياً، في فلسطين يوجد للارهاب ذرائع سياسية وقومية وفي لبنان الارهاب ليس اسلاميا، بل سياسياٌ او طائفيا. ولكن من أجل التمييز بين انواع الارهاب والتصفية علي الاقل لأجزاء منه قابلة للتصفية فإن واشنطن ملزمة بالاجتهاد لحل النزاعات السياسية والقومية، وهذا لا يمكن تحقيقه في زيارات احتفالية. بدون التزام حقيقي لحلها، فإن واشنطن بوش ستجد صعوبة في الاشارة حتي الي انجاز في مجال الحرب ضد الارهاب.

(*) مراسل صحيفة هآرتس الإسرائيلية للشؤون العربية
هآرتس 11/1/2008

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 جانفي 2008)

الأربعاء، 16 جانفي 2008

مجلة جون افريك تكشف عن تفاصيل القبض على مجموعة سليمان الارهابية


كشفت مجلة " جون أفريك " الأسبوعيةفي عددها الصادر بتاريخ 06 جانفى 2008 , ما إعتبرته المجلة سبقا صحفيا أوردت تفاصيل جديدة قام بجمعها مراسلها الخاص إلى تونس سامي غربال حول ملابسات المواجهة المسلحة التى وقعت بين الأمن التونسي وما أصطلح على تسميته بـ " مجموعة سليمان "الارهابية تنطلق الوقائع من جبل بو كافر في معسكر للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر حيث تلقى لسعد ساسي البالغ من العمر 37 عاما أوامر من قيادة الجماعة بالتوجه إلى تونس لتكوين خلايا جهادية .لسعد ساسي المكنى بـ" أبى الهاشمي " كان عنصرا سابقا في الحرس الوطني التونسي , حارب في البوسنة وتدرب في مراكز تدريب القاعدة في أفغانستان قبل أن يلتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال . تمكن لسعد ساسي من إقناع أربعة تونسيين للتعاون معه لتكوين خلايا مسلحة بتونس , وهم محمد الهادي بن خليفة وزهير الريابي ومحمد محمودي وطارق الهمامي , كما تمكن من إقناع مواطن موريتانى يدعى محمد مقام - شهر شكري – بالإنضمام إلى مجموعته . وهكذا شكل هؤلاء الستة النواة الأولى لمجموعة " جند أسد بن الفرات " .في الليلة الفاصلة بين 22 و23 أفريل ( نيسان ) 2006 تسلل الكموندس الى التراب التونسي عن طريق منطقة " بوشبكة " المحاذية لجبل الشعانبي بعد مسيرة دامت قرابة 4 أيام وكانت لديهم 4 بنادق كلاشنكوف وبعض القنابل اليدوية وأجهزة إتصال .وفي 25 أفريل نيسان توجه لسعد ساسي ومحمد الهادي بن خليفة البالغ من العمر 25 عاما إلى مدينة القصرين لشراء بعض المؤونة وبطاقات للهاتف الجوال قبل العودة إلى مخيمهم للتخفي . حاول محمد المحمودي التوجه إلى مدينة صفاقس للإختفاء عند أحد أقاربه وهناك ألقي القبض عليه صحبة قريبه حيث كان بحوزته قنبلة يدوية ومبلغا ماليا .عندما يئس من عودة صديقه محمد علي قرر لسعد ساسي ورفاقه تغيير مخبئهم والبحث عن ملاذ آمن وجدوه عند وائل عمامي تاجر الألبسة بالأسواق الذي يمتلك سيارة من نوع RENAULT EXPRESSS يتنقل بها في سفراته العديدة دون أن يثير الشكوك حوله .قام وائل عمامي بربط مجموعة لسعد ساسي بكل من مجدي العمودي والصحبي المسروقي الأعضاء بخلية سلفية بتونس العاصمة . وفي بداية شهر جوان إستقرت المجموعة عند مجدي العمري بحي شعبي بضاحية حمام الأنف على بعد 15 كيلومتر من تونس العاصمة .بقي أمام المجموعة الآن أن تقوم بتحويل الأسلحة المخبأة في الجبال القريبة من مدينة القصرين إلى الضواحي الجنوبية للعاصمة فتطوع رمزي العيفي للقيام بذلك بمساعدة 3 طلاب بالمعهد الأعلى للدراسات التكنلوجية بسيدي بوزيد وهم أعضاء مجموعة طلابية سلفية كان من ضمنهم ربيع باشا أصيل مدينة سليمان .الأمر المذهل في قضية نقل الأسلحة أن المجموعة إنتقلت في ذهابها إلى المخابىء عن طريق السيارة وعادت عن طريق الحافلة محملة بقطع السلاح مفككةفي حقائب .
خلال فصلي الصيف والخريف إنتقلت المجموعة التى يبلغ تعداد أفرادها 20 شخصا عبر مخابىء متعددة دون الإبتعاد عن حمام الأنف والزهراء وحمام الشط .كانت المجموعة تخطط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية وإستهداف شخصيات تونسية وأجنبية ولكن لم تكن خطتهم قد قطعت أشواطا كبيرة بعد , فحسب الأدلة التى وقع إلحاقها بالملف لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم كانوا يخططون لإستهداف السفارتين الأمريكية والبريطانية .عند بداية شهر ديسمبر وقع دمج كل المجموعات السلفية في مجموعة واحدة وأختير لسعد ساسي أميرا لما أطلقوا عليه " جند أسعد بن الفرات " وإستقروا في الغابات المحيطة بــ"عين طبرنق" القريبة من مدينة قرمبالية وشكلوا معسكرات هناك في منطقة كثيفة الغابات بعيدة عن أقرب طريق 5 ساعات مشيا على الأقدام .في الأثناء بقيت مجموعة صغيرة بمنطقة حمام الشط وكان معهم بعض المؤن والمتفجرات ومبلغ من المال .في الليلة الفاصلة بين 23 و24 ديسمبر حوصر المنزل التى تتحصن فيه هذه لمجموعة الأخيرة من قبل قوات الأمن .وخلافا للشائعات التى راجت بخصوص عملية إكتشاف المجموعة والتى ربطت عملية الكشف بملاحظة دقيقة قام بها الخباز الذى إستراب في أمر مجموعة من الشباب الذين كانوا يشترون الخبز بكميات كبيرة فإن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة هو إيقاف أحد أعضاء خلية سوسة وهو أسامة حاجي والذى دل الشرطة على مكان مجموعة حمام الشط , أما وائل عمامي صاحب سيارة RENAULT EXPRESSS فقد تم إعتقاله بسيدي بوزيد . وبالتزامن مع عملية الإعتقال الأخيرة وقع تطويق المخبأ بحمام الشط وطلب من المتحصنين فيه الإستسلام فرد هؤلاء بإطلاق النار .أصيب على الأقل 3 من قوات الشرطة وقتل إثنان من المجموعة المقاتلة ووقع إيقاف شخص ثالث في حين تمكن أحد المقاتلين من الفرار , وتمكنت قوات الشرطة من حجز بندقيتين كلاشنكوف و315 طلقة بالإضافة إلى آلاف الدولارات .احد الموقوفين ويدعى مكرم وقع إصطحابه ليدلهم على مكان عسكرة المجموعة الرئيسية بعين طبرنق , وبما أن الطريق طويل طلب من المجموعة المرافقة له الإذن بالصلاة فسمحوا له بذلك وفي غفلة منهم تمكن من الفرار وقام بتحذير رفاقه بإنكشاف أمرهم .قام لسعد ساسي بإصدار أوامره لمجموعته بالصمود . كانت المجموعة المكونة من 20 فردا تمتلك خمسة قطع كلاشنكوف وبعض الآلاف من الطلقات وبعض القنابل اليدوية البدائية الصنع .تمكنت المجموعة من الصمود إلى غروب الشمس حيث طلب منهم لسعد ساسي التوجه إلى مكان آخر . ومن الغد إنقسمت المجموعة إلى أربعة , فكانت الأولى بقيادة لسعد ساسي والكونة من أفضل العناصر المقاتلة وهم محمد الهادي بن خليفة وشكري الموريتاني ومكرم جريد وربيع باشا والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض ميري . أما المجموعات الثلاثة الأخرى فقد وقع إلقاء القبض عليها واحدة تلوى الأخرى وكان من ضمنها حسنين العيفة الذى قام بتفجير نفسه عند إلقاء القبض عليه مما تسبب في مقتل ضابط في الجيش التونسي . أما الآخرون فقد إستسلموا دون مقاومة ما عدى صابر الرقوبي الذى ألقى بقنبلة يدوية لم تتفجر على أفراد الشرطة ويعتقد أن هذه الحركة هي سبب الحكم عليه بالإعدام في ما بعد .وحدها المجموعة المحيطة بأميرها لسعد ساسي تمكنت من الفرار والوصول إلى مدينة سليمان أين وقعت المواجهات النهائية الذى قتل على إثره لسعد ساسي وذلك يوم 3 جانفي . أما ربيع باشا وشكري الموريتاني فقد إلتحقا بمنزل الأول حيث لحقتهما قوات الأمن التى قامت بتصفيتهما بعد مواجهة دامت ساعات طويلة .أما محمد الهادي بن خليفة والهادي بن جريد والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض الميري المتحصنين بقطعتي كلاشنكوف وقنابل يدوية الصنع فقد لجؤوا إلى أحد المنازل الذى هو تحت الإنشاء حيث وقع تطويقهم من قبل قوات الأمن وبعد مواجهات شرسة وطويلة تم القضاء عليهم جميعا .

قصائد للحرية : مقطع فيديو من عودة الثعبان المقدس لجمال الصليعي وخالد الوغلاني


كنت قد اشرت في تدوينة سابقة الى تجربة المسرح الشعري التي ولجها الشاعر جمال الصليعي صحبة الاستاذ خالد الوغلاني .وقد قدم العرض في قبلي على هامش مهرجان قبلي للتمور في خيمة الشعر احمد البرغوثي وان كان العرض رديئا وغير كامل من الناحية التقنية اذ تغيبت سنية مبارك التي من المفترض ان تصاحب بغنائها المشهد ولكن ورغم الحضور المحتشم والاطار اللامسرحي للعرض قمت بتسجيل مقاطع هذه بعضها للتوثيق.
للمزيد من الاطلاع على بعض مقاطع الفيديو اضغط هنا


الثلاثاء، 15 جانفي 2008

قصائد للحرية:اولاد احمد اازعجتكم يا ندامى

boomp3.com

قصائد للحرية:ادم فتحي خضراء

boomp3.com

قصائد للحرية:ادم فتحي الحرية

boomp3.com

قصائد للحرية:بلقاسم اليعقوبي دم الحضاير

الاثنين، 14 جانفي 2008

قصائد للحرية:بلقاسم اليعقوبي انفجار البرقيات الخمس

الثلاثاء، 8 جانفي 2008

في اخر تقرير للالكسو:100 مليون عربي أمي؟؟؟؟؟


يصادف يوم الثامن من شهر جانفي/ كانون الثاني من كل عام «اليوم العربي لمحو الأمية» الذي أعلنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )ألكسو) .وفيما احتفلت شعوب كثيرة برحيل اخر أمي على اراضيها فإن حال عالمنا العربي يكشف عن واقع مفزع اذ احتفل هذا العام بزيادة في عدد الأمية الحرفية، أى أمية القراءة والكتابة. ففي حين وصل عدد الأميين عام 2005 إلى سبعين مليون أمي عربي في المرحلة العمرية فوق الخامسة عشرة بلغ سنة 2007 99.5 مليون أمي عربي .و كشف التقرير الذي اوردته المنظمة من تونس ( ولم ينزل بعد على موقعها في الانترنت والذي اوردته وسائل اعلام كثيرة انظر هنا وهنا وهنا .. ) أن عدد الأميين في تزايد مستمر كما أن البيانات الإحصائية حول واقع الأمية في البلاد العربية تشير إلى أن معدل الأمية وصل إلى 35.6% لعام 2004 من مجموع عدد السكان ,مقارنة بمعدل الأمية في العالم والذي لا يتجاوز 18% مرجعين ذلك إلى ظاهرة تهميش المرأة وخاصة منها الريفية نتيجة العادات والتقاليد.
وأوضحت المنظمة أن 75 مليوناً من إجمالي الأميين العرب تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً وتزيد معدلات الأمية بين النساء حيث يعاني قرابة نصفهن منها 46.5% ما يترتب عليها نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة.
غير ان مفهوم الامية في دول اخرى اصبح له دلالات اخرى حيث غدا الامي ذاك الذي لايحسن استعمال الحاسوب ( امية تقنية ) او لايفقه في امور السياسة والقانون ( امية سياسية)...
وهنا لايسعنا الا ننحى باللائمة على الخيارات السياسية والاجتماعية للدول العربية التي لا تعمل الا على افراغ العقول وتحنيطها وتهميشها على الرغم من الاموال التي تتقاضاها بعنوان برامج مكافحة الامية ( انظر هنا ) وبعنوان اصلاح النظام التربوي باملاءات خارجية يغيب فيها الطرف التربوي المباشر في الاستشارة وهي املاءات لا تعمل للاسف الا على خوصصة المدرسة العمومية ومحاربة العلم والعلماء ( اكثر من 250 عالما عراقيا تم قتلهم او تهجيرهم منذ الغزو العراقي ) وبالتالي تفشي الجهل والتجهيل . كما سياسة التهميش الاجتماعي ( بطالة – فقر – مرض ) والتهميش الجغرافي ( التفرقة بين الجهات في توزيع الثروة الوطنية –لاعدالة البرامج الانمائية – عدم كفاءة الفرص للانخراط في نسق التنمية بين الجهات-..) والتهميش الجنسي ( بين المراة والرجل حيث يقل في دول عربية كثيرة الاهتمام بتعليم المراة التي تجبر على البقاء في البيت من دون تعليم ) والتهميش السياسي ( حيث لا توجد سياسة عربية واضحة لمعالجة هذه الافة مع ان الجامعة العربية ومؤسساتها شارفت على نصف قرن منذ وجودها وان غالبية الدول العربية عرفت استقلالها في الفترة نفسها تقريبا التي لليابان او لكوريا الجنوبية بل حتى لماليزيا او سنغافورة....؟
فمتى يعرف العرب ان البرامج الاجتماعية التي هدفها صيانة راس المال البشري اهم بكثير من قمم التنسيق الامني ؟؟؟
عسى ان تكون قمة دمشق القادمة قمة الحرب على الامية حتى لا نظل ابدا " امة ضحكت من جهلها الامم ".

الأحد، 6 جانفي 2008

الشاعر بلقاسم اليعقوبي : برقية الى شهداء جانفي