الأحد، 29 مارس 2009

فضيحة اخرى للسلطات المصرية : منع مرور القافلة النقابية التونسية

لعله لم تكفها فضيحة الحرب الاخيرة واغلاق معبر رفح امام المساعدات الطبية والجرحى هاهي السلطات المصرية تشطب تاشيرات اعضاء الوفد النقابي المصاحب لقافلة اتحاد الشغل الى غزة عبر مصر ؟؟؟؟هذا وقد رد اعضاء الوفد المكون من 12 نقابي بالاعتصام على الحدود والتمسك بما جاؤوا منن اجله وانه لاميرر لمثل هذا التصرف خاصة وان السفارة المصرية بتونس منحت تاشيرات عبور للوفد ؟؟؟فهل هي استجابة لضغوط صهيو-امريكية او هي عودة الدر-عفوا القصدير- لمعدنه الصدئ بالمؤامرات والدسائس بعد اتفاقات السلام المشؤومة على الشعب الفلسطيني المنكوب ؟؟؟؟؟؟؟بصراحة لا تجد مبررا مقنعا ؟؟؟لماذا لا تستمر هذه الممارسات الا مع قوافل عربية ...لم نرى هذا يحدث مع قافلة غالاوي ؟؟؟؟
المغلوب يرهب الغالب دوما وان" لم يقتدي به" كما قال ابن خلدون ؟؟؟؟؟؟؟

السبت، 21 مارس 2009

لعيد الام والاستقلال والشباب :قصيد خوذ البسيسة للراحل بلقاسم اليعقوبي


خوذ البسيسة و التمر يا مضنوني
و الفين عشرينات توة جوني
***
خوذ الصوارد خوذ غير ديرني في بالك
بالعلم يا مضنوني ما يطيحوك مهالك
خليك مالضياع لا تنخدع مغرور
في املاكهم صنـَّاع وايامهم في قصور
***
خوذ كتبك يا ولدي زيد قرّب بحذاي
في القلب و انت و الدموع في عيوني
تمنيت عرسك و العروس بجنبك
ربّخ هات حزام
نرقص ما تردوني
نغني ما تردوني
مبروك يا لحباب يا عمته و يا خالة
يا عامل الداموس ويا عامل الزبالة
***
العمدة يجري…ه
بجري العمدة بين إيديه أوراق
“وينه ولدك هاتهولي يتكلم عل حق أجداده”ه
يا عمدة ما تهزهولي ولالي قاري و زيادة
” وينه ولدك هاتهولي متهوم بحبه لبلاده”ه
يا عمدة ما تهزهولي ولالي واعي و زيادة
الحُرَّاس ثلاثة جاوه هزوه الطالب هزّوه
***
يا سالبين الحراير نا اليوم بالدمع عرسي
كيف البسيسة صراير ضمنتها حرصي
ردُّو علي ضنايا نا اليوم نفديه و نبيع عليه خرصي

***
القصيد تغنيه فرقة البحث الموسيقي بقابس


الثلاثاء، 17 مارس 2009

مقابلة رياضية طريفة جدا بين الفلاسفة والادباء ؟؟؟؟؟؟؟


بعد التسجيلات الطريفة التي نزلها صديقنا خميس باندي وتسائل فيها عن مراسل الجزيرة المفقود حسان الخليفي هاهو مقلد اخر مغمور يقلد المنجي النصري في مقابلة كروية طريفة جدا بين الفلاسفة والادباء والحقيقة انني رايت فيها درسا في الادب والفلسفة لما يلم به السيد المقلد من علم بشؤون الفلسفة والادب ...المقابلة تدور في دار الدنيا ومدارها فكرة لاكرة...
ارجو الاستماع والتعليقٍ



الجمعة، 6 مارس 2009

الاستقطاب السياسي : استنتاجات وخلاصة

نستنتج اذن من انماط الفعل السياسي في تونس استقطابا الملاحظات التالية :
  • ان الاستقطاب هو جوهر الفعل السياسي والا ظل هذا الاخير عملا هامشيا
  • ان الاستقطاب يتحدد بحسب التوجه الفكري للمستقطب وهنا نلاحظ الفرق الجوهري بين فكر جماهيري يؤمن بضرورة الفعل وسط الجماهير من اسفل فيكون الاستقطاب فكري جدالي يقوم على اساس الحوار والنقاش كما كان يفعل اليسار في مراحله الاولى على الاقل وبين فكر لا يملك ارضية شعبية او جماهيري فتكون افكاره مسقطة من فوق كما هو حال الاسلاميين خاصة الذي امنوا بضرورة الفعل المسلح وراهنوا عليه و حتى القوميين في مرحلة تاريخية معينة وعند صنف منهم امن بالانقلاب من داخل واخر امن بالانقلاب من خارج فظلوا حلقة هامشية في الفعل السياسي التونسي باستثناء الناصريين الذين امنوا بالجدل الفكري وتخلوا عن اسلوب العنف في الاقناع .فكنت ترى على حجرة سقراط حلقات يتم فيها سحب كتب نظرية وهو ما كنا نراه صراحة في حوار اليسار- يسار او اليسار-قوميين .
  • الاستقطاب تنظمه حلقات عمل سياسي او حزبي وهو يختلف حسب امكانيات التنظيم الذي يديره وهنا كنا نرى من ناحية الكم االعددي والمادي تميز تظاهرات الاسلاميين والبعثيين خاصة .
  • الاستقطاب كان اكثر جماهيرية عند اليسار والقوميين من الناحية النوعية للمادة التي يقدمونها اعني الفكر الذي يقدمونه.
  • الاستقطاب يتغير بتغير الظروف التاريخية والتحالفات فكنا نرى في تقارب الاسلاميين مع القوميين احيانا تجنب الاحتكاك بالقواعد من الجانبين او حتى في تحالف شق يساري( المود) مع الاسلاميين تكثيف النشاط حول المسائل الخلافية لليسار مثلا خاصة مع القواعد .
  • الامر نفسه يحدث في اتحاد الشغل تقريبا الذي كان مراة عاكسة لما يحدث في الجامعة وليس العكس احيانا كثيرة .
والنتيجة ان اغلب هذه الاستقطابات لم تستفد من اخطائها ولا زالت تكررها الى اليوم :
  • اليسار يغرق في الشخصنة والصراعات الجزئية التي تفتته واصبح اكثر تشرذما بعد سقوط جدار برلين.
  • الاسلاميين غرقوا في جمودهم العقائدي وتذبذب مواقفهم من المهمات المطروحة عليهم فسقطوا في تمجيد العنف والاقصاء .
  • القوميين وان تجاوزوا الشخصنة والتفتت الا انهم ظلوا متراوحين بين الانقلابية والعمل الجماهيري فلا هم احسنوا هذا ولا ذاك .
غير اننا يمكن ان نلحظ اليوم خاصة امام تغير الظروف الاقليمية والدولية ضرورة مراجعة فكرية لادبيات كل فكر وبالتالي كل استقطاب مستقبلي وضرورة الايمان بالعمل الجماهيري والتخلي عن كل اشكال العنف والاقصاء والايمان بحق الاختلاف والتنوع مع ضرورة التفكير في عمل جبهوي للقوى التقدمية يمكن ان يراعي الحد الادنى النقابي والسياسي الذي تفترضه المرحلة الراهنة.

الخميس، 5 مارس 2009

الاستقطاب السياسي في تونس ...الجزء 3

الاستقطاب السياسي العروبي :
التيار العروبي في تونس عرف ثلاثة توجهات معروفة وفي مراحل تاريخية متباعدة :
1/ التيار البعثي
2/ التيار الناصري
3/ اللجان الثورية
يمكن اعتبار وجود القوميين في تونس هامشيا في الفعل السياسي بالنظر لللاتجاهين السابقين اليساري والاسلامي من جهة وفي حركة الشد والجذب في عملية الاستقطاب مع الحزب الحاكم من جهة اخرى اذ لايخفى ان دولة الاستقلال التي اسسها بورقيبة كانت ذات توجه ليبيرالي علماني وانها اختارت موقفا من المسالة القومية بنظر بورقيبة تعتبر تونس امة مستقلة عن باقي الاقطار العربية الاخرى ..ولعل هذا الموقف جعل انصار التيار العروبي رغم حداثة وجودهم السياسي في تونس من ايام الزعيم صالح بن يوسف في موقف المتذبذب في الموقف من السلطة اذ لايخفى ان صراع بن يوسف ضد بورقيبة واقصاء بن يوسف من الحياة السياسية اعطى لهذا التيار مشروعية الانخراط في النضال ضد السلطة الرسمية وكان اختفاء او هجرة وجوه سياسية محسوبة على العروبة انذاك الى مصر او العراق او حتى سوريا بل ونشطوا ضمن حركة لشباب اليساري بفرنسا كما يذكر لنا السيد عبد اللطيف الحناشي (في مجلة الوحدة عدد 52جانفي 1989 ص 221 الهامش رقم 18 )عند حديثه عن نشاة تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي التونسي الذي تحدثنا عنه سابقا . ثم ان موقف اليسار الماركسي بعد ذلك في المهجر وحتى عند عودتهم الى تونس من المسالة القومية وقضية فلسطين ومسالة الهوية وفي الموقف من القوميين ذاتهم كحركة "برجوازية عربية "ذات توجه انقلابي ... وهو ما عمق الخلاف والتباعد ونأى بالقوميين عن الفعل السياسي في تونس لفترة طويلة .
التيار البعثي :
تذكر الوثائق ان وجودهم يعود للخمسينات بعودة مجموعة من الطلبة من العراق وسوريا للتبشير بفكر البعث التي كانت بشكل علني تمثلت خاصة في سلسلة مقالات كان يصدرها ابي القاسم محمد كرو منذ 1955 الذي كان عضوا في حزب بعث العراق عن الوحدة وبرنامج حزب البعث ودعوة صريحة للعمل وفق هذا البرنامج تبناه بعد ذلك كثير من المثقفين الذين توافدوا للدراسة بالعراق بتشجيع من حزب البعث العراقي الذي دفعهم الى حدود 1966 الى العمل في تونس ضمن مؤسسات الحزب الدستوري الحاكم ( منهم مثلا الدكتور عفيف البوني الذي كان كاتبا عاما للشبيبة المدرسية بصفاقس) وبدا نشاط البعثيين في المعاهد والجامعات لاستقطاب الشباب التلمذي والطالبي على اساس تشجيعات دراسية ومنح دراسة في العراق ( وحتى سوريا بعد ذلك) وبعد الانشقاق في صفوف حزب البعث بين سوريا والعراق سنة 1963 . انقسم البعثيون التونسيون إلـى قسمين : قسم يؤيد الانشقاق ومن أبرزهم محمد صالح الهرماسي، وعبد الرزاق الكيلاني، الطاهر عبد الله، علي شلفوح. وقسم آخر وقف مع القيادة التاريخية لحزب البعث بزعامة ميشال عفلق، ومن بينهم مسعود الشابي، وعلي النجار، ومحمد صالح الحـراث الميداني بن صالح .واختارت مجموعة سوريا العمل السري وبقيت تراهن شانها شان ربيبتها على النشاط في اوساط التلاميذ والطلبة مع حضور محتشم في صلب المنظمة الشغيلة .وقد اسس البعثيون في الثمانينات حركة البعث بزعامة فوزي السنوسي وكان من ابرز عناصرها محمد صالح الهرماسي الذي انتخب عضوا للقيادة القومية لحزب البعث ومشرف على مكتب المغرب العربي بدمشق .واذكر في الثمانينات ان الفصيل البعثي العراقي في الجامعة الذي كان يسمي نفسه بالطليعة الطلابية العربية كان لا يعرف له حضورا فاعلا في الساحة الطلابية ( في النقاشات والمسيرات والتجمعات الطلابية ) ولكنه كان يعد لتظاهرات ضخمة في مناسبات قومية تتعلق بفلسطين او العراق تزين فيها الجدران بلافتات عملاقة واعلام تغطي كامل الجدران تدل دلالة واضحة على ان هذا الفصيل لم يكن مجرد فصيل طلابي عادي بامكانات ذاتية كباقي التيارات انذاك ( مع اننا كنا لا نعرف منهم انذاك الا 3 في كلية الاداب بمنوبة ) وهذا يؤكد وجود مؤسسات داعمة لمثل هذه الانشطة التي تستقطب الشباب الطالبي وتراهن عليه اكثر من طرحها لمسائل نظرية او فكرية .وهذا ما يؤكد فعلا ايمانها بالفكر الانقلابي الذي كنت اشرت اليه سابقا ( وهو الذي كان يؤكده ميشال عفلق نفسه في ادبياته - انظر مثلا دراسة لعزيز الديب عن العلاقة بين العروبة والاسلام في فكر ميشال عفلق صدرت بمجلة المغرب العربي عدد222 اكتوبر 1990 حيث ييقول " الانقلابية تعني ان تكون الامة في حالة انقلابية حتى توجد فيها حركة انقلابية قادرة على ان تكون امة الانقلاب قبل ان تحقق انقلاب الامة ") .
التيار الناصري :
افكار عبد الناصر وجدت صدى لها عند بن يوسف وطوبال في بداية العهد بالاستقلال ثم في ما سيسمى بعد ذلك بحركة التحرير الشعبية العربية التي تبنت صراحة التوجه الناصري وذات تجربة بالنضال السياسي الفلسطيني مثل توفيق المديني محسن العياري وعمر الماجري والتي ستصطدم بالسلطة مع مجي مزالي في الثمانينات لتشكل رافد استقطاب جديد وفاعل في الساحة السياسية الطلابية والشعبية ( مع ان حضورها في نضالات الشغيلة كان محتشما الى حدود الثمانينات ) اذ ركز ما صاروا يسمون انفسهم الوحديون الناصريون ثم الوحديون الاحرار ( مع بروز بوادر خلاف فكري بين من يتبنى طروحات الميثاق ومن يتبنى طروحات عصمت سيف الدولة حول اولوية الوحدة على الحرية او الحرية على الوحدة في مثلث بناء الدولة القومية حرية-وحدة-اشتراكية-) .خاصة على العمل الطالبي بدرجة اولى والتلمذي والشعبي بدرجة ثانية وكان الاستقطاب فكري سياسي من خلال مناظرات فكرية وسياسية شهدتها الجامعة وحتى في المعاهد مع التيار الاسلامي واليساري وكان لهم حضورا فاعلا خاصة في الاحداث ذات البعد القومي والمتعلقة بالقضية الفلسطينية دون تبني خط العنف ودون الدخول في النضال النقابوي الذين اعرضوا عنهم في الجامعة بمقاطعتهم الانخراط في اتحاد الطلبة UGET وحتى في الاتحاد الموازي للاسلاميين UGTE رغم ان هؤلاء عرضوا عليهم المشاركة في مؤتمره التأسيسي افريل 1985.وهذا ما يفسر ما اسميته في بداية العمل بهامشية الاستقطاب عندهم اذ انهم قد استفادوا من صراع الاسلاميين واليساريين بالنأي بانفسهم عن الاحتكاك بأحد هذين الطرفين ( يذكر ان الطلبة العرب القوميين كان ايضا لهم موقفا رافضا من انتخابات المجالس العلمية للكليات التي كان يتنافس عليها اليساريين والاسلاميين بدرجة اولى في ذلك الوقت) اما حضورهم في اتحاد الشغل فلم يبدا في النشاط المكثف الا اواخر الثمانينات ومع ازمة السلطة مع الاسلاميين لتصبح قاعدة الاستقطاب الجماهيري قاعدة اساسية في اجندتهم .
اللجان الثورية :
وهي الحركة القومية ذات التوجه الليبي والتي اعتبر البعض في تونس انفسهم امتدادا لها او جعلتهم الظروف يرتبطون بها قد يربط البعض وجود هذا التوجه بحركة التجمع القومي العربي الذي سيؤسسه ويشرف عليه الاستاذ البشير الصيد في ماي 1981 على مبادئ الاسلام والوطنية والقومية العربية والذي جاء على خلفية خلاف بين القوميين انفسهم ابان المناقشات في مسالة التحزب وقبول اللعبة السياسية العلنية حيث رفض الصيد الدخول في حزب يشرف عليه التليلي الذي كان محسوبا على السلطة ( عضو لجنة مركزية) قبل انتخابات 1981 التعددية .غير ان الحقيقة ان هذا الفصيل الذي لم يكن له وجود شعبي ولا جماهيري راهن على العمل من خارج وعلى استقطاب اطراف محدودة جدا بعد فرار مجموعات كثيرة منه للخارج بعد محاولة انقلاب 1962 بقيادة لزهر الشرايطي وخاصة بعد خلاف بورقيبة وعبد الناصر بعد 1967 حول مؤتمر دول عدو الانحياز والذي رفض بورقيبة المشاركة فيه معتبرا ان لا انحياز حقيقي الا لروسيا وامريكا ساخرا من عبد الناصر وان كان في الحقيقة ارتدادا لازمة خطاب اريحا الشهير1965 الذي راى فيه ناصر تخلي من بورقيبة عن مطلب العرب الاول وهو القضية الفلسطينية .بعد وفاة عبد الناصر اعتبر القذافي نفسه امينا للقومية العربية وان حدث تقاربا بينه وبين بورقيبة في البداية الا ان الرجل اي بورقيبة لم يكن يراهن حقيقة على وحدة عربية فسخر من القذافي في خطابه الشهير بقاعة البالماريوم سنة 1972 غير ان الرجل غفر له زلته ودعاه في 1974 في لقاء غير مبرمج في جربة الى اعلان الوحدة بين البلدين التي قبلها بورقيبة لكن رفض نويرة لها جعل الليبيين يخططون فيما بعد لاغتيال الرجل سنة 1978 ثم لاعتداء مسلح شهدته مدينة قفصة سنة 1980 ( انظر شهادة محمد مزالي ) جعل العلاقة مع ليبيا شبه مستحيلة توجت بطرد العمال التونسيين سنة 1985 .فكانت الحملة التي شنتها السلطات التونسية انذاك على ما سمي " الجبهة القومية التقدمية لتحرير تونس "سنة 1972 التي اتهمت بالاعداد لعمل تخريبي كان من بينها المسطاري بن سعيد عمارة بن ضوء نايل عبد العزيز سليمان مصطفى بن حامد سالم لسود ومنها ايضا طلبة وتلامذة واساتذة تمت محاكمتهم منهم ضوء بالسعود وعبدالله بن صالح ومحي الدين بالطيب وعبدالله بن نصر ...( مع ان اسماء كثيرة اقحمت اقحاما في هذه المجموعة وقد لايكون لها قرابة من فكر القذافي و لامن سياساته في المنطقة بل كانوا ناصريين اقرب لافكار عبد الناصر منها للعقيد ) .
وواضح ان هذه الجماعة معزولة جماهيريا وان تم توظيفها من هذا الطرف او ذاك الا انها ظلت فعلا ان صح تورطها مجرد حركة انقلابية ليس لها اي امتداد شعبي .( شخصيا لم اسمع بوجودها في الجامعة ولم يكن لها انصار او جماعة تتكلم باسمها ).

يتبع خاتمة

الاثنين، 2 مارس 2009

الاستقطاب السياسي في تونس ...الجزء 2

الاستقطاب الاسلامي :
الحركة الاسلامية بتونس بدات حركة دعوية اجتماعية منذ اواسط السبعينات بعقد حلقات ذكر وموعظة للشباب لتعريفهم بدينهم بتحلق بعض الشباب المتحمس للدعوة والمتأثر بحركة الاخوان المسلمين في مصر حول الشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو والتحق بهما بعد ذلك من جيل المؤسسين بن عيسى الدمني حمادي الجبالي .كركر .العريض و الجورشي ( الذي سينشق عنهم بعد ذلك ) .غير ان اشتداد المواجهة بين اليسار والسلطة التي انكشفت في ازمة الاتحاد مع السلطة سنة 1978 ( احداث الخميس الاسود) من ناحية وبداية انقسام اليسار ذاته بعد احساسه بالسيطرة على اغلب المؤسسات المستقلة للبلاد مثل الجامعة واتحاد الشغل و والمحاماة وقطاعات هامة من المؤسسات الثقافية الرسمية ( مسرح. سينما. دور الشعب عبر نواديها .ونوادي مستقلة مثل نادي الطاهر الحداد .وحدات البحوث والدراسة .الخ ) ونعني هنا بالذات انقسام الطرف المؤمن بالعمل السري والذي استفاد من تجربة السجن ومن حرية التعليم والترسيم بالجامعة الى قطبين اساسيين : بقايا العامل التونسي وما سمي بالعائلة الوطنية باطيافها ( التي ستشهد بدورها تفككا بعد ذلك الى خلايا صغيرة جهوية وشخصية وفكرية حتى ان بعضهم كما سيتندر به احد رموز الاسلاميين في خطاب له " تيار سياسي في تكسي ") .ومن ناحية ثالثة نجاح تجربة ايران في قيام دولة اسلامية اجج المشاعر بتغيير الخطاب السياسي للحركة والدخول في معمعة الصراع على السلطة .هذا دون ان ننسى ان لبعض رموز السلطة انذاك اليد الطولى في دفع واقناع رموز اسلامية بدخول معترك الحياة السياسية ( ونعني ما يشاع عن علاقة هذا التيار او بعض رموزه على الاقل مع محمد مزالي ومحمد الصياح ) وتمثل خاصة في طبع مجلة المعرفة التي كانت لسان حال المجموعة الاولى في دار الصباح ( والتي بدأت بالظهور منذ 1974 في شكل مجلة للدعوة وبدأت محتواها في التغير منذ عدد 1 افريل 1979 حيث قارن فيه الغنوشي بين 3 قادة للحركة الاسلامية المعاصرة :البنا والمودودي والخميني وبدا واضحا تأثر الرجل بتبني خطاب جديد للحركة سياسي هذه المرة ) .هذا اضافة لطبع كتب زهيدة الثمن تصدرها دار بوسلامة ودار لقمان نذكر منها خاصة الكتاب التعبوي الاول "دليل المصلي " والذي كان بيد اي وافد جديد للحركة يتسلح به ويكون المدخل في اي عملية استقطاب لعنصر اخر .هذا اضافة لكون المساجد وانتشارها في كل المؤسسات العمومية والتربوية خاصة ساهم في ايجاد ارضية عمل جيدة لهذا النوع من الاستقطاب الذي انتقل سريعا كالعدوى في كامل شريان الجسد التونسي . كانت النقاشات موجهة اساسا ضد الشيوعيين ( والتنصيص على التسمية من باب الاحراج لان العبارة ارتبطت في اذهان العامة بالالحاد والموقف من الدين ) ولم يدخل الاخوان في حرب ضد السلطة بل انهم سكتوا او برروا وقتها حتى الازمات العنيفة التي وقعت بين السلطة والاتحاد بقيادة اليسار كما اسلفنا فاعتبر ما حدث سنة 1978 "هيجة مفتعلة "وما حدث سنة 1985 شان داخلي وتصفية حسابات بين عاشور والبكوش انتصروا فيه لعاشور لانهم اعتبروا البكوش يساري .كما ان موقفهم من ازمة اتحاد الطلبة ومؤتمر قربة 1971 موقف سلبي ومحايد قبل ات تصدر الوثيقة عدد21 التي سيؤكدون فيها عزمهم على "امكانية احتوائنا لاي تحرك في اتجاه المؤتمر 18 والدخول فيه بقوة وتعميمه على الجامعة والتصرف فيه باسم الطلبة في الوجهة التي نراها نحن " ...فبدا واضحا تغير سياسة الاستقطاب التي لم تعد لتخدم السلطة او على الاقل يجب البدء بقطف الثمرة التي اينعت فاصبحت المواجهة مع اليسار تاخذ مناحي اكثر عنفا كما شهدت على ذلك احداث كلية الاداب 1981 و خاصة 1982 والتي ستجد صداها في المعاهد الثانوية لرغبة في تصفية جسدية وسياسية لليسار بمختلف اطيافه الاصلاحي والثوري بتوصية وحماية وتوجيه من اساتذتهم ( اذكر وانا في الثانوي لا افقه من الخلاف شيئا كيف كانت فيالق من الملثمين تدخل المعهد مسلحة بالسلاسل والعصي وتعتدي على تلاميذ زملاء لنا لكونهم شيوعيين ملحدين واشهد ان بعض الاساتذة المحسوبين عليهم كانوا يوجهون حصص الدرس ويطوعوها للرد على الالحاد والملحدين - يضعون ماركس ونيتشة وفرويد وداروين بل وحتى نوال السعداوي في سلة واحدة - كما كانت خطب الجمعة في مسجد المعهد كلها سلاحا لهم في المعركة من اجل استقطاب التلاميذ ) . و لا افشي سرا اني كنت ضحيتهم في ذلك الوقت مثلي مثل غيري من الابرياء والمغفلين شهدت حوارا بين طرفين حول الموقف من الدين وكان الاول يتسلح بكتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور مصطفى محمود والثاني بكتاب "نقد الفهم العصري للقران"لدكتور مصري ايضا اسمه على ما اعتقد عاطف احمد ... وان صديقي المسلم ربما لاحظ ميلي لموقفه حين طلبت قراءة الكتاب فمكنني منه في الحال وطلب مني من الغد مراجعة ما جاء فيه بل وطلب مني صراحة ان ابدا الصلاة ولم يترك لي حتى الفرصة لمراجعة الامر مع نفسي ..فوجدت نفسي ادخل معه على مضض الى حمام المبيت ( ادواش المبيت) وكان ذلك ليلة الخميس حيث لاحظت ان كل الاخوة يتطهرون استعدادا ليوم الجمعة وكان ينظم دخولهم وخروجهم زعيمهم التلمذي انذاك ا.ع.ن وحين لاحظ قدومي امر بترك الاولوية لي ربما حتى لا اتراجع وبدات من الغد استمع الى خطب الدمغجة الساذجة التي كنت اصدقها ربما انذاك ... والاغرب من ذلك اني سرعان ما صرت معروفا عند اساتذتهم فتحسنت اعدادي في الجغرافيا بشكل ملفت للانتباه وفي الرياضيات والتربية الاسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) فعرفت ان الاستقطاب يبدا بهذه الطرق المباشرة......
واكتشفت ان الامر نفسه يحصل في الجامعة بتقديم معونات مادية للطلبة المعوزين والاخذ بيدهم وتعبئتهم نفسيا ..مستغلين الشعور الديني الموجود اصلا .ساعدهم في ذلك ربما ما كان يحصل عليه الاسلاميين من اعانات من دول خليجية ( ما نشرته مجلة المغرب العربي في حوارها مع مورو في 19 اكتوبر 1990 والذي نفى فيه علمه باي تمويلات وان لن ينف العلاقة مع السعودية) ومن قدرتهم على التعبئة النفسية باسم الدين والحرب ضد الكفر .ومن استفادتهم التنظيمية من اخطاء اليسار( مثلا يستشهدون بكتابات فتحي يكن التنظيمية التي دعا فيها صراحة الاسلاميين الى الاعتماد على قراءة كتاب لينين ما العمل ؟) .ومن علاقاتهم ببعض وجوه السلطة كما قلنا سابقا . وربما من براغماتيتهم ( لان صراعهم مع السلطة تكتيكي وليس استراتيجي) ما سيفسر انخراطهم في المؤسسات الرسمية للسلطة بل واحتوائها واختراقها من الداخل مثل الكشافة المصائف والجولات والشبيبة المدرسية وهي منظمات لها علاقة بالطفولة وبجيل لا يفقه شيئا من السياسة ثم في مرحلة ثانية من مؤسسات سيادية كالحرس والجيش والشرطة والديوانة والقضاء والمحاماة ...الخ .وهي المؤسسات التي سيلي دورها بعد المواجهة مع السلطة منذ 1981 و 1986 والتي ستفرز لاول مرة مخططا للاستيلاء العنيف على السلطة فيما صار يعرف "المجموعة الامنية المسلحة " التي انكرت القيادة في مستوى اول علاقتها بها ( انظر مجلة المغرب العربي 7 /12/1990 تصريحات السيد وزير الداخلية عبد الحميد بن الشيخ ورد السيد علي العريض بالانكار ) ثم ليتم كشفها مرة ثانية بوضوح في ندوة صحفية لوزير الذاخلية في 1992 في ندوة صحفية للسيد عبد القلال وزير الداخلية الذي كشف بوضوح لا غبار عليه وجود تنظيم مسلح سري يشرف عليه القيادي السيد محمد شمام ).
قلت ان الاستقطاب الاسلامي عرف مراحل استفاد فيها من قربه من السلطة احيانا ومن قدرته على المناورة والاستفادة من اخطاء اليسار ومن تجارب اسلامية اخرى جعلت منه درسا تجب مراجعته سواء من طرف اليسار المعادي او اليسار الاسلامي المنشق عنه بطروحاته التنويرية او حتى للسلطة ذاتها التي غيرت نهجها منذ ذلك التاريخ مع الاسلاميين ؟؟؟
يتبع

الاستقطاب السياسي في تونس ...


يعني الاستقطاب ترغيب واستجلاب عناصر جديدة لفكر او حركة او حزب من اجل تاطيرهم وادماجهم في منظومة ما .نشط الاستقطاب السياسي منذ الستينات في تونس مع تاسيس دولة الاستقلال الجديد ويمكن تصنيف هذا الاستقطاب الى 3 :
استقطاب اليسار منذ اواخر الستينات الى اواخر الثمانينات
استقطاب اسلامي منذ اواخر السبعينات الى مطلع التسعينات
استقطاب قومي عروبي نشط فترات مختلفة حسب وتيرة الاستقطاب الاول والثاني .
ساحاول من خلال هذه التدوينة ومن خلال اطلاعي وتجربتي البسيطة معاينة ماضي وواقع هذا الاستقطاب ولا ادعي في ذلك تأريخا للمسألة .
المرحلة الاولى :استقطاب اليسار
منذ تكون حركة اليسار في المهجر حركة افاق والعامل التونسي( مستقلين ومناضلين نقابيين) والشيوعيين ( انصار الحزب الشيوعي التونسي الذي منع نشاطه اواخر 1962 وهاجر اغلب مناضليه ) عرفت تونس استقطاب لعناصر اليسار الطلابي والتلمذي بدرجة اولى والعمالي بدرجة ثانية اذ بعد عودة اغلب مناضلي هذا التيار والذي كان بقرار جماعي حسب شهادة السيد الهاشمي بن فرج ( في حوار لنا معه كنت اشرت له في تدوينة سابقة) وتاسيس تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي التونسي بقيادة الاستاذ نورالدين بن خذر التي اصدرت فيما بعد نشرية "افاق" ثم و منذ 1969 نشرية "العامل التونسي" بعد اختلاف حول الموقف من القضية الفلسطينية على ما يبدو .وهي الفترة التي تميزت بتحولات اقتصادية ( تجربة التعاضد) واجتماعية ( بداية تكون نواة وعي عمالي في تونس مع تمركز حضري للصناعات في الساحل والعاصمة ) فشهد الاستقطاب السياسي بين اطراف السلطة من جهة ( وهو رسمي رغم ضعف تاثيره) واطياف اليسار التي رغم تفرق عناصره واختلافهم حول مسائل جوهرية (من نوع طبيعة المرحلة .والقضية الفلسطينية .وطبيعة الامبريالية .ومهام الطبقة العاملة الخ )ظل هو جوهر الاستقطاب السياسي في القطر ويمكن تقسيم هذا الاستقطاب بدوره الى نوعين :
نوع اول لطرف امن بالعمل السياسي :وينقسم بدوره الى اثنين : سري يمثله جماعة افاق والعامل التونسي والذي سيستمر في السرية تقريبا الى اليوم رغم رغبة البعض منهم في الظهور للعلنية ( جماعة حمة الهمامي وحمة الكيلاني - البوكت منذ 1985-ومن بعد جماعة عبد الرزاق الهمامي وجمور- العود اواخر التسعينات) وعلني يمثله اساسا الحزب الشيوعي التونسي بدرجة اولى بعد عودته للعلنية رسميا في ماي 1981 بقيادة محمد حرمل ثم بدرجة ثانية الحزب الاشتراكي التقدمي بقيادة نجيب الشابي الذي عاد مع من عاد من المهجر وكون حزبه في اواخر الثمانينات ( يذكر الهاشمي بن فرج مثلا في اللقاء المسجل معه ان الشابي كان يحضر حلقات الطرفين السري والعلني الثوري والاصلاحي حتى عودته لتونس ) .ونوع ثاني لطرف اخر امن بالنضال النقابي وانخرط في العمل في اتحاد الشغل وفي اتحاد الطلبة .على ان هؤلاء لا يميزون في ادبياتهم بين النضال النقابي والنضال السياسي ويعتبرون الاول مكمل للثاني غير ان تتالي الاحداث النقابية والاجتماعية جعلت بعضهم يكف عن الربط بين العاملين ليسقطوا فيما سماهم الاخرون بالنقابوية والتي قد يكون مازال بعضهم الى اليوم يمتهنها ( مثلا ذكر عن عبيد البريكي انه قال في مؤتمر جربة لاتحاد الشغل" انا مطلعتني الماكينة " يقصد ماكينة المكتب التنفيذي بمعنى ان تحالفاتهم ونياباتهم لا تعنيه ).
ونحن نذكر سواء في الثانوي او حتى في الجامعة في تلك الفترة ان الطلبة العائدون اثناء العطل الدراسية يعملون على الالتقاء باصدقاء وتلاميذ اجتازوا امتحان البكالوريا للحديث معهم في الشان العام وبالتالي استقطابهم في حلقات مهنية للعمل السياسي السري تحت مسميات مختلفة بل كانت بعض المؤسسات الصغرى يتم التركيز عليها لمثل هذا الاستقطاب في ذلك الوقت مثل نوادي السينما ونوادي الفكر التابعة لدور الثقافة وقبلها دور الشعب وتنشيط اتحادات الشغل الجهوية باحياء مناسبات وطنية او قومية يتم فيها طرح نقاشات حادة حول مسائل جوهرية كنت ذكرت بعضها ...واذكر وانا تلميذ بالثانوي كيف كانت تنتهي نقاشات الرفاق سواء بالمعهد او المبيت او دار الشعب الى تجريم عناصر الحزب الشيوعي التونسي بوصفهم بالاصلاحيين والعملاء لروسيا ووصف الاتحاد السوفياتي بالامبريالية الاشتراكية الخ ... في المقابل كان هؤلاء يردون على منتقديهم بالشعبويين الخ ...حتى ان النقاش الذي كان يطرح لهدف الاستقطاب كان اضافة لكونه يقفز عن واقع المرحلة انذاك كان نقاشا غير مفهوم حتى من قبل من يطرحه او يتبناه ..( اذكر مثلا الخلاف حول طبيعة المجتمع التونسي او الخلاف حول طبيعة الامبريالية دورية ام هيكلية ؟؟؟؟؟) .ولعل ذلك ما ساهم في تأزيم اليسار التونسي وجعله فكرا يغرد خارج مجاله طول الوقت هذا اضافة لكون العديد من المؤسسين سينقلبون الى السلطة باسم اليسار ذاته ؟؟؟ وعلى الرغم من ان محاولات الاستقطاب هذه لليسار بهناتها واخطائها ساهمت في خلق جيل مثقف واعي ساهم في خلق احداث كبيرة في تونس مثل جانفي 1978 جانفي 1984 ....
يتبع