الاثنين، 7 أفريل 2008

قصيدة بغداد ..واحدة من عشر معلقات تونسية..



كنت تحدثت سابقا عن محاولة مدونة الاتحاد اختيار عشر معلقات تونسية وكانت قصيدة بغداد للمولدي فروج فعلا من اجمل القصائد التي قيلت في العراق وهو شاعر وطبيب صحة عمومية من مدينة المهدية يكتب الشعر بالعربية والفرنسية وانزلها بمناسبة ذكرى العراق الجريح

بغداد
المولدي فروج
كانتْ هنا بغْدَاد
كالجبلِ المطلِّ على العبَاد
كنا نشنُّ عواصفَ الصَّحراء منها
و نمتحنُ الزمنْ
قل لي إذنْ
كم يلزمُ الأصنامَ من ريحٍ
و من قلقٍ
ليمحُوها الوطنْ ؟
ـ لا تذكرُوا وَطني
إذا لم تفهمُوا وطنًا بكَى
لما كبَا
أسفًا على سرج يُطرَّز بالفتنْ ـ
و تعثرتْ خطواتهُ ... طُحْنا
و ما سقط الرّكاب
قُمنا على وخزِ القفاَ
ما كان يُجدي
أن نقومَ على يدٍ مكسورة ٍ،
رجْلٍ فقطْ
بل كان يلزمُنا الوفاء
قل يا جَليّ الصوتِ
كم في النفس من وَجعٍ !
و كم للقلب من وَجلٍ
ليفضحَني الكتاب ؟
قل أخطأ التاريخُ في نَسبي
فصِرْتُ
أعضُّ أوراقََ الغبارِ شَماتةً
أجري... و خلفي أمَّتي
تحبو... فتَلعنها المآذنُ
كالمدنْ ؟
دارت كحبّات الغبار
و لطَّخت وجهَ الشوارعِ بالسُّباب
بحّتْ حناجرُها
شحّتْ خناجرُها
ضاعتْ.... كما لو أنّها ملحٌ
تناثُر في التُّراب
ماتـــت كما... لا تستحقُّ... جنازةً
كانــت على حـــــــــرْفيْن....
من بيــــتِ القصيد
كانــت على حــــــــرْبيْن....
من بــَــــــلدٍ
ـ لا تذكروا بلدي بِغيرِ الوردِ
في خدّ الجليد ـ
سنُطِلُّ من أوراقنا:
إن كان للتّاريخ وجهٌ واحدٌ
فَلَنَا الوجوهُ الأربعهْ
الشمسُ تشرقُ عندنا
و القِبلةُ الأولى هُنا
و لنا الغروب
و الليل يبقى فاضِحًا شوكَ الشّمالِ
على الدروب
ساجنُّ.. كالريح التي ما أمطرتْ
أو لم تعِ الصحراءَ ما كانت تقول
و احِــنُّ.. بحْــثا عن أحِــبة رحْــلتي
إني سأحْــضن ودَّهمْ
ـ أهلي و قد كبُروا مَعِي ـ
فالأرض تعصرُ أضلعِي
و تقول لي : قل ما ترَى
لا ما جرَى
لتظلَّ سرْولةََ العروبةِ
نخلََََها.... أو ظلَّها
لتظلَّ نادبَها الوحيد
من أين ارحلُ بالقصيد؟
من تونِسِ الأبوابِ
من باب الرباطِ ....إلى عدنْ
كم تهت يا عمان في عدّ المحنْ !
و تناثرت أشلاءُّ ارضِ الله
ما بين الخرائط ...و المدنْ
و تشابكتْ منّا السبل
عاد الذي باع الحصانَ
ألَمْ يمتْ ؟
فالموت في بغداد فاكهةُُ الغلال
والقلبُ احزنُ من سواد
ملت تواريخي من الكذبِ المنمَّق في المداد
ـ لا تذكروا بلدي بغير الصّدقِ ـ
فالتاريخ أرقامٌ
و ها بغداد صارت في المَزَاد
علبًا تصدَّرُ من ضفافِ الرافديْنِ
بلا نسَبْ...
تاجًا على رأسِ الغرابِ
خريطةً تَهدي اللصوصَ إلى العربْ
لم يكذبِ التاريخُ........علّمنا الكذبْ
لو يكتب التاريخُ...... يعرف خطَّنا ،
و يطوف بالأشعار ما بين الخطبْ
كانت هنا بغداد تُمضي باسْمِها
كسروا الذراعَ و ألجموا
قلمَ الغضبْ
قامت على إبْهامِها المكْسورِ
ما كان يجدي
أن تقوم على يدٍ مكسورةٍ ،
رَجُلٍ فقطْ
من أين تأتي باليدِ الأخرى
و بين الأهل قطاعُ الطرقْ ؟
لا تذكروا بلدي بأسْماءِ الذين
تخبَّؤوا منَّا بأشلاءِ الورقْ
كانت هنا بغدادُ
يطفو فوق جَبْهتها العرقْ
كانت هنا........... بغداد
لو لم يذبحُوا
من فوقِ نهْديْها الحضارةَََ ...............و الجواد


ليست هناك تعليقات: