الثلاثاء، 20 مارس 2007

المواطن.....الملك

مواطن...ملك

في يوم من أيام ديسمبرالفارط وعند الساعة الرابعة بعد الزوال وأنا عائد من مدينة قابس صحبة صديق لي على متن سيارته وبعد أن اجتزنا نقطة العبور المحروسة دوما بحاجز امني أوقفنا العون المكلف بالحراسة وبعد إجراءات الأمن الروتينية التي تبدأ كالعادة بطلب بطاقات الهوية ،طلب العون فحصها على الكمبيوتر حين علم إننا من مدينة دوز ،استفسرنا وسألنا باستغراب عن السر في ذلك خاصة وانه لم يوقف السيارة التي مرت قبلنا ، فرد بأنه يعرف صاحبها وأنها سيارة تتجه إلى مدينة قبلي لا إلى دوز" وكأن الأوامر تقضي بأن يتفحص السيارات المتجهة فقط إلى دوز" .ولأنه لم يزد عن ذكر غير هذا السبب فقد خمنت أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى احتياطات امن قبل يوم واحد على انطلاق مهرجان الصحراء الدولي.

ونحن ننطلق من جديد في طريق العودة في جو من الصمت المميت يعتصرنا التفكير في ما مر معنا حتى انتشرت أضواء ومنبهات دراجتين ناريتين لحرس المرور بددت صمتنا ودفعتنا إلى تحفز ما يجري حتى تجاوزتنا لا تلوي على شيء ، فهمز صديقي سيارته وضغط على دواسة البنزين بحركة جنونية بدت لي ردة فعل على ما كان فيه؟ قلت له وأنا استقرأ خفاياه بسؤال إنكاري :ماذا ستفعل ؟ هل جننت ؟ قال لن اتركهم يغيبوا عن عيني .سندخل معهم دوز كما لو كنا ملوكا أو ضيوفا رسميين للمهرجان .أليس من حقنا ذلك ؟...وكان المشهد مثيرا بالفعل ففي مدينة ليماقس تجمع العامة على حافتي الطريق وكأنهم يستقبلون موكبا رسميا .ونحن نمر وسط هذا الحشد المتدافع قلت لنفسي يا للمفارقة العجيبة : قبل قليل كنا نعامل كالرعاع وها نحن الآن ملوكا.

فكم هو جميل أن تعيش ملكا وان للحظات. ..

.......حقا يستحق المواطن في بلدي أن يكون ملكا ؟

ليست هناك تعليقات: