السبت، 19 ماي 2007

مدينة الاموات


مدينتي ليست ككل المدن مدينة تستقبل السياح والزوار من كل حدب وصوب ترحب بالغريب دوما لكنها مدينة تتنكر لاهلها جاحدة لابنائها لايجد فيها المبدع والمثقف من اهلها هامشا للابداع ناهيك عن بقية المهمشين الذين تمتليء بهم المقاهي والشوارع او يقذف بهم في سوق النخاسة السياحية .
مدينتي الجميلة اختزلها ابنها البار الروائي الملهم نصر بلحاج بالطيب في احدى رواياته في مقبرة كبيرة و صامتة واصفا اياها بكونها مدينة اموات بل اختزل جبانتها الشاسعة في قبر امه ولم تعد من ذكريات تملء مخيلته الابداعية الا تلك الصورة القاتمة واني وان كنت اختلف معه في هذا النعت الا اني اعطيه الحق في توصيفه ذاك لسبب التحول القيمي والاخلاقي الخطير الذي اصبحنا نعرفه مع تلك الهجمة الشرسة للراسمال المعولم فأصبح الوالد يحفز ابنه على الارتباط بمن في سن والدته او اكبر احيانا واصبح نموذج الانسان الناجح عند التلميذ من يقدر على جمع المال بأي وسيلة او من ينجح في تجاوز الحدود "يحرق" وان بطريقة تكلفه ماله وكرامته (حيث تدل الارقام ان اكثر من 20 شخص طلق لغرض التزوج باجنبية وضمان الدخول الى اوروبا) هذا ان كان من المحظوظين .بل ان من الاساتذة والموظفين المترسمين في وظائفهم من خاض المغامرة بنجاح .ان مدينة تشهد هذا الانحدار القيمي من قلعة للنضال ضد المستعمر ( انظر ثورة المرازيق لمحمد المرزوقي) ومن نبراسا للدفاع عن المحرومين كما حدث في احداث الخبز (انظر تصريح مزالي للعربية في برنامج زمن بورقيبة الذي اعتبر ان دوز اول مدينة شهدت احداث ثورة الخبز )الى مدينة اشباح او موتى انما تحول جدير بدراسة سوسيولوجية .حتى لانضطر الى الفرار منها جمعا فنقول ما قال احدهم " بلاد تطرد في اماليها" او ما قاله شاعرها "بن قطنش " زمن الاستعمار " قعدت مخلية **كان البوم يغرد فيها" .

هناك تعليقان (2):

l'exilée يقول...

يا غرباء الناس بلادي كصناديق الشاي مهربة
Moudhafer
.....

Enfin...
C'est ce que m'inspire cette note...

Téméraire يقول...

El Khobza Morra et les gens sont obliger d'aller la chercher ailleurs mais ce qui diffère c'est les moyens et ce n'est plus facile de se conformer aux valeurs pour atteindre son but, le mensonge et la trahison sont plus facile à utiliser que la vérité et l'honnêteté.