الثلاثاء، 25 سبتمبر 2007

هل تخلت النقابة العامة للتعليم الثانوي عن ملف المطرودين؟؟؟


اصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 19/09/2007 بلاغاالى الكتاب العامين للنقابات الجهوية هذا نصه :

من الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي
إلى
الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي

تحية نقابية و بعد:
فالنقابة العامة للتعليم الثانوي تتقدم لكم و لكافة الأساتذة بالجهة بالتحية على مشاركتكم الفعالة في تحركاتكم النضالية دفاعا عن زملائنا الأساتذة المعاونين صنف أ الذين تعرضوا لقرارات تعسفية و جائرة ( نقل و عدم تجديد انتداب) من قبل وزارة التربية.
و هي تشد على أياديكم من اجل مواصلة النضال دفاعا عن مطالبنا المشروعة و كرامة المدرس و تؤكد لكم التزامها التام و مساندتها المطلقة للقرارات المناضلة.
و إلى الأمام.
و السلام
عن النقابة العامة للتعليم الثانوي
الكاتب العام
الشاذلي قاري

ولمن يقرأ جيدا ما بين سطور هذا البلاغ سيقف عند ملاحظات لا تغفل عن متتبع لاحداث المشهد النقابي في تونس منذ سنوات وخاصة منذ المؤتمر الاخير في المنستير .فلم تعودنا النقابة العامة خاصة في المسائل التي تعتبر جوهرية بالنسبة للقطاع مثل القضية الشائكة المطروحة عليها الان ونعني قضية .المطرودين فالمعمول به في هذه الحال وما تعودناه هو ان تدعو النقابة العامة الى هيئة ادارية وطنية او في حال عدم موافقة المكتب التنفيذي الى لقاء جهات خاصة وان قضية المطرودين ظهرت بعد لقاء الجهات الاخير يوم 9/9/2007 وكان عليها ان تدعو الى لقاء جديد او هيئة ادارية اما ان تفوض الجهات وخاصة الجهات المعنية بوضعيات الطرد والنقل وتطلب رسميا ذلك في بلاغ رسمي فهذا قد يعني :
- اما ان النقابة العامة قد تخلت عن مطالب هؤلاء لاسباب يغني عن ذكرها الظرف الراهن
- واما ان النقابة العامة تتعرض لضغوط من المركزية ومن السلطة في اتجاه اجبارها على عدم التصعيد هذه السنة وفق اجندة سياسية تحكم خيوطها السلطة خاصة وان ما قامت به لجنة النظام في المدة الاخيرة من تجريد نقابي لنقابيين مناضلين وصلت حد انهاء تفرغ عضوين من اعضاء النقابة العامة بالذات يتوافق مع السياسة التصعيدية للسلطة لفتح مجالس التاديب لزملاء ونقل تعسفية لاخرين وطرد زملاء متعاونين على خلفية مشاركتهم في اضراب 11/افريل /2007.
-واما ان النقابة العامة قد فوضت امر هؤلاء الزملاء المطرودين الى المركزية النقابية مثلما اصبحت في سياستها التفاوضية في السنوات الاخيرة وما حصل في الاتفاقين الاخيرين يدل على ذلك .وتروج انباء هذه الايام تاكيدا لهذا الخط عن لقاء بين الاخ الامين العام عبد السلام جراد والوزير المستشار عبد العزيز بن ضياء قد يتعرض لوضعية هؤلاء.
وفي كل هذه الحالات لاي سبب من الاسباب المذكورة انفا نعتقد ان النقابة العامة قد تخلت عن دورها النضالي والريادي لحل وضعية المطرودين .فهل تستطيع يا ترى ان تحمي هؤلاء المضربين في الجهات خاصة ان كان من بينهم اساتذة متعاونين صنف أ؟ .
لندع الايام القادمة تجيب عن هذا السؤال.

الجمعة، 21 سبتمبر 2007

هل التمثيل في مسلسلات رمضان ...بالاكتاف


اثارني حوار صحفي اجرته جريدة من جرائد البودورو -اللي حالف ما نشريهاش -لقيت صدفة قدامي جريدة الانوار متاع نهار 8/9/2007 يحكي فيها الممثل عبد القادر دخيل انو محروم من ادوار مسلسلات رمضان وانو توزيع هالادواريصير حسب ولاءات لاشخاص متنفذين في التلفزة واعلن انو كيف ما يمثلش في التلفزة -واللي تصير مرة في العام كيما نعرفو-يموت بالشر ويجوع هو وعائلتو واللي يعمل طلة على صندوق العجب في رمضان توا يشوف برشة خنار كيما :المسلسل المكسيكي متاع سي كمال التواتي اللي ماوفاش عندو توا ثلاثة سنين متفاهمين كمال التواتي والا منى نورالدين فنانين مبدعين على مستوى عالي اما هذا ما يعنيش انو يعبدنا بمسلسل ما عرفتوش حتى المكسيك .والا سي الفهري اللي واضح انو يبيع في سلعة احنا اصلا دافعين ثمنها ما يكفيش يا رسول الله التلفزة تصور من الارساليات القصيرة متاع البرنامج الخشين وزيد تعبي من الاشهارات حتى بدا الاشهار ماخذ حيز زمني اكثر من البرامج ذاتها.وهذا يرجعنا لموضوعنا هل اندرى التلفزة تخمم في ذوق العباد اللي يتفرجو فيها ويدفعولها في فلوسهم والا تخمم باش تصور فلوس وتستثمر شهر رمضان -شهير الانتاج الدرامي الوحيد عندها في العام- باش تمشي امورها وهنا يولي عندها الحق باش تدخل اللي تحب حتى لو ما تتوفرش فيه شروط القبول كيما هاك الزويز التافهين اللي من الثمانينات ارتحنا من اخلايقهم ونقصد العوني وبن عياد من ايامات "صحين تونسي " اللي غلطهم في ارويحاتهم وقتها ويسخايلو ارواحهم بلحق ممثلين كوميديين اللي الواحد وقت اللي يتفرج عليهم لا يضحك ولا يفهم علاش يحكيو .تي بالله وينهم الممثلين المبدعين متاعنا اللي التلافز الاجنبية تجري عليهم كيما فتحي الهداوي والا هشام رستم و الا السويسي والا كوكة والا ادريس والا ما نبعدوش بعيد ياسر علاش ما يجددوش الثقة في عبد القادر مقداد والا الحسين محنوش والا رؤوف بن يغلان علاش مطفيينهم طبعا ما نحكوش على المغضوب عليهم كيما توفيق الجبالي والا جليلة بكار والا الارناؤوط... جماعة السياسة والصندي .بعض جماعة فهموا ارواحهم وما يدوروش بالربط متاع شارع الحرية وبعض جماعو هربوا لقنوات اجنبية خاصة كيما اعمل شوقي بوقلية والا وجيهة الجندوبي اللي مشاو لقناة نسمة .وبعضهم لقا روحو مرتاح في قناة حنبعل كيما لطفي بندقة اللي بدا هو بيدو مقاول في حومتهم يبقى الضو شويا في سي نصر الدين بن مختار اللي باقي يضحك يدغدغ شوي في احاسيسنا بقرصات خفيفة في منوعتو السنا " واضح " حتى قالو عليه زعمه ما يخافش على روحو .اما يبقى الوحيد اللي كسر الصمت هو المبدع رؤوف بن يغلان اللي لتو يحب يفهم علاش يقصيو فيه بربي فهموه كان فهمتو حاجة.







الأربعاء، 19 سبتمبر 2007

الاساتذة المطرودون يردون على الوزارة :بيان "التوضيح" مازال بحاجة الى توضيح.


كنا نعتقد ان البيان :التوضيح" الذي اصدرته الوزارة بالامس قد انهى المظلمة التي كان ضحيتها أساتذة أكفاء كانت جريمتهم الوحيدة انهم شاركوا زملائهم اضرابات السنة الفارطة غير اننا افقنا اليوم على حقيقة ان "التوضيح "يلفه الغموض ويستهدف التلاعب بعواطف الناس وايقاعهم في التضليل ربحا للوقت ربما وايهام الرأي العام ببراءة يد الوزارة من ما حصل لهؤلاء المطرودون .ولمن يقرأ البيان جيدا في الفقرة قبل الاخيرة التي تتعرض لوضعية هؤلاء نجد:
"حرص الوزارة على تكريس مبادئ العدالة والانصاف والموضوعية واعطاء كل ذى حق حقه قررت عدم الاستغناء عن خدمات هؤلاء الأساتذة وإمهالهم بتمكينهم من فرصة للتدارك ومزيد التكوين لتحسين أدائهم والبت في شانهم بعد تقييمهم من جديد "وهو ما يفهم منه تراجعها عن طردهم وتمكينهم من فرصة للتدارك وهو ما يسمح به القانون فعلا للذين لم تثبت كفاءتهم المهنية ناهيك عن ان من هؤلاء من اثبتت التقارير البيداغوجية كفائته كحال الاستاذين علي الجلولي ومحمد المومني الذين وافانا للتو برد على بيان الوزارة يكشفان فيه هذا الغموض الذي يلف بيان الوضوح :

تونس في18/9/2007

من اجل معرفة الحقيقة
نحن الأساتذة المطرودين عمدا نتوجه لمتتبعي قضيتنا بهذا التعليق:
في الوقت الذي انتظرنا أن يحمل التوضيح* الذي نشرته وزارة التربية و التكوين مساء الاثنين 17/9 ما يفيد المعالجة الجدية لملفنا من خلال توضيح حقيقة المظلمة التي تعرضنا إليها، فوجئنا أن الأمر قد ازداد غموضا، فأن لا يتعرض بيان الوزارة لوضعية الأساتذة المطرودين عمدا، و أن يشير أساسا – و بصورة ضمنية- للزملاء الذين تعرضوا للنقل التعسفية و اعتبار ذلك بمثابة إمهال بفرص استثنائية حتى يثبتوا جدارتهم العلمية و البيداغوجية مما يجعلنا نستنتج منطقيا إن وزارة الإشراف تعتبر وضعيتنا منتهية باعتبار عدم حيازتنا و لو لشروط "الإمهال" و هو ما ينافي الحقيقة، فتقارير التفقد التي هي معيار الأهلية و الاقتدار واضحة لا غبار عليها فهي جيدة و ممتازة لمن لم تتجاوز تجربته في التدريس العام الواحد** و هو ما يجعلنا نقتنع أكثر من أي وقت مضى أن سبب عدم تجديد انتدابنا قد تم بدواعي غير بيداغوجية ندعو وزارة الإشراف بإلحاح كشفها و توضيحها.
إن معرفة الحقيقة هي مطلب نرفعه و حق نتمسك به، لذلك نتوجه للسيد وزير التربية و التكوين بتمكيننا من ذلك و رفع المظلمة عنا بتسوية وضعيتنا و إعادتنا فورا إلى مراكز عملنا.
عن الأساتذة المطرودين عمدا
- محمد مومني
- على الجلولي
للمساندة و الاتصال
Mail : profexclu@yahoo.fr

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2007

تراجع الوزارة ...وانتصار الشرفاء


بعد الزخم النضالي للنقابيين والمناضلين الشرفاء الذين هبوا في كل جهات البلاد تقودهم ارادتهم الصادقة وتمسكهم بالحق تحت قيادة نقابتهم الوطنية وبعد الزخم الاعلامي الذي باشره بنجاح الاساتذة المسقطون عمدا من التدريس لحسابات سياسية كما اسلفنا في مقالنا السابق وهي نضالات اعطت اكلها باعتصامات امام الوزارة والادارت الجهوية وافضت الى برمجة سلسلة من التحركات العاجلة لفض مشكلات عالقة افتعلتها وزارة التربية كما هو حال طرد بعض الزملاء وعدم تجديد انتدابهم والتاخر في صرف المنح المتفق عليها مع النقابة اضافة لافتضاح امر الوزارة سواء في لاقانونية برقيات الطرد او حتى في تورطها في المحسوبية واسنادها منحة لمؤسسة خاصة في وقت تتخبط فيه في المديونية او حتى في تورطها مع المكتب التنفيذي في معالجة وضعية بعض النقابيين المناضلين الذين تم تجريدهم من حق التفرغ او حتى معاقبتهم عبر مجالس التاديب او لجنة النظام :
فكانت برمجة التحركات كالتالي: النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد.
- 20 سبتمبر إضراب بمعاهد سيدي بوزيد الغربية
- 25 سبتمبر إضراب بمعاهد منزل بوزيان
- 26 سبتمبر إضراب بمعاهد الرقاب و أولاد حفوز
- 27 سبتمبر اضراب بمعاهد جلمة
- 2 أكتوبر إضراب بمعاهد بئر الحفي و سيدي على بن عون
- 3 أكتوبر إضراب بمعاهد سوق الجديد
- 4 أكتوبر إضراب بمعاهد المكناسي و المزونة و سبالة أولاد عسكر
- 9 أكتوبر إضراب بمعاهد سيدي بوزيد الشرقية
هذا و من المقرر أن تبدأ سلسلة الإضرابات في القيروان بداية من الأربعاء 19 سبتمبر .
امام هذا الزخم
و في قرار مفاجئ ومن جهة واحدة كما عودتنا وزارتنا المصونة اصدرت الوزارة لتوها ما سمته " توضيح " على موقع وكالة تونس افريقيا للانباء تتراجع فيه عن قرار عزل الزملاء المتعاونين وتتعهد باعطائهم فرصة جديدة للتدريس والتكوين كما تتعهد بصرف المنح في اجالها المحددة .وهذا ان دل على شيء فانما يدل على لامبئية الوزارة وعدم جديتها في الحوار الاجتماعي واعتمادها سياسة الجزرة والعصا لجس نبض المناضلين ومدى قدرتهم على رد الفعل خصوصا وان هذه القرارات اتخذت كلها في فترة العطلة الصيفية ضنا منها ان ان الاساتذة لايملكون القدرة على تجميع صفوفهم لمواجهة هكذا قرارت غير ان ما حدث في بعض الجهات والاعتصامات في الادارات بل ومحاولة احد المطرودين الانتحار ربما شكل حرجا للسيد الوزير الذي فشل مرة اخرى في العملية الجراحية "النبيلة" لاستئصال الورم النقابي.
غير اننا ننتظر فعلا ان تتحول الاقوال والوعود الى افعال كما يقول بيان الوزارة وان يتم في غضون هذا الاسبوع ارجاع الاساتذة الى اقسامهم وتلامذتهم وان يتم اسقاط التهم عن الزملاء المحالين على مجلس التاديب كما ننتظر من المكتب التنفيذي ان يتراجع عن مبدا العقاب النقابي الذي لن يخدم الا اعداء الشغالين وهوعقاب ضنناه قد ولى من اشاعة روح الحوار الفاعل الذي هو اول اسس الديمقراطية الحقة.

الخميس، 13 سبتمبر 2007

المسقطون عمدا من الكاباس ...اسقطوا عمدا من التدريس




على اثر نضالات مكثفة ومتواصلة في السنة الفارطة لمن عرفوا "الطلبة المسقطون عمدا من الكاباس "وصلت الى حد الاعتصام في مكتب مدير التعليم الثانوي ليلى بوزايدي وامام الاحراج الذي سببه هؤلاء الطلبة -المناضلون في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس-للسلطة قررت هذه الاخيرة على ما يبدو اعتماد سياسة تسويف جديدة معهم او مع بعضهم شأن الاستاذين علي الجلولي ومحمد المومني حيث عينت الاول في قبلي والثاني بجهة تونس غير ان هذا التعيين كان مصحوبا منذ البدء بقرار عزلهما .فالتعيين بصفة وقتية -استاذ معاون صنف أ-ترى فيه الوزارة مبررا للعزل خاصة ان هذه الصيغة تم التخلي عنها في الاتفاق الاخير مع الوزارة والحال ان انتدابهما كان قبل الاتفاق.
من حهة اخرى صدرت التوصيات الى المتفقدين والمديرين المباشرين بمتابعة تصفية ملفات هذين الاستاذين كما تبين من مباشرة وضعيتهما مع اطار التفقدالذي اكدوجود هذا الاستهداف وما حدث اثناء اضراب افريل للاخ علي الجلولي يدل على ذلك اذ طلب من السيد علي الجلولي مغادرة المعهد -علماوان يوم الاربعاء يوم بيداغوجي لاساتذة الفلسفة- والحقيقة أن السلط الجهوية كانت تتصل لمعرفة ان كان الاستاذ المذكور في حالة اضراب .
وعليه فأن قرار عزل والتخلي عن العنصرين النشطين في مجموعة المسقطون عمدا من الكاباس بدأ منذ وصول برقية الانتداب .وهي محاولة للتسويف والتلاعب بملفات الناس لكن ان يصل التلاعب بالكرامة -لان الخبز من كرامة المواطن -والشغل حق من حقوق المواطنة .خاصة من اكفاء يستحقون العمل ومن ابناء شعب فقير يمثل شغلهم مشروعا اقتصاديا لعائلات لا عائل لها .
ومن الناحية القانونية فإن هذين الاستاذين لم يستوفيا حقهما القانوني في العمل اذ تقتضي صيغة التعاقد التي عملت بها الوزارة منذ سنوات بتنفيل المتعاقد بدورتين متتاليتين وان اثبت اطار الاشراف انه ليس كفؤا في عمله يعرض في السنة الثالثة على لجنة للغرض تتكون من متفقد محايد واستاذين .غير ان الاجراء لم يحصل لهذين الاستاذين ولعلم السلطة انها ترتكب معهما خرقا قانونيا لم تنصص في برقية العزل على سبب العزل كما جرت العادة ما يعني مرة اخرى ان العزل قرار سياسي وليس مهني .
وقد نختم بما ختم به محمد المومني -في رسالته التي تنزف دما الى وزير التربية- لا تلومن الكافر في هذا الزمن الكافر لنبين ان مثل هذه التصرفات والقرارات المرتجلة لا يمكنها ابدا تعمل على خلق مناخ اجتماعي يشيع التسامح والتواصل بل اراه يشجع على العدمية والفوضى ويخلق حالة ازمة دائمة .ليتحملها من تسبب فيها.

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007

أحمد موفق زيدان يكتب:الضربة القادمة يبدو لباكستان وليس لإيران ؟؟؟



من مدونة الصحفي بقناة الجزيرة أحمد موفق زيدان


لا يزال بعض الإسلاميين يجهدون أنفسهم ويحرجون ذواتهم في إقناع الآخرين بأن الضربة المقبلة لإيران، وأن مستقبل العالم الإسلامي وربما الكرة الأرضية مرهون بمواقف خامنيئي، ونجاد وأضرابهما، وهؤلاء الذين ينكرون على كل من يتحدث عن خروج المهدي وانتظارهم وهو صحيح بالطبع، إلا أنهم يرون مصير الكرة الأرضية مرهون بمواقف هؤلاء الذين صدّعوا رؤوسنا منذ سنوات بصوابية مواقفهم المناهضة للأميركيين والاستكبار العالمي، بينما يلمس كل من له أدنى علم ومعرفة بالسياسة وأحابيلهم أنهم لا يترددون في الوقوف إلى جانب كل عدو للإسلام والمسلمين من أجل مصالحهم ضاربين بعرض الحائط مصالح الأمة وآخر تعليقاتهم كان ما كشفت عنه ربيبتهم السلطات العراقية من تحذيرها أخذ الأنسولين المصنوع إيرانيا لاحتوائه على مادة مسرطنة .

لا زلت أذكر أن أحد هؤلاء المستميتين في الدفاع عن إيران اجتمعت به مرة في إحدى العواصم، وكان يسعى إلى إقناع كل من يقف في طريقه بصوابية الموقف الإيراني متجاهلا كل الجرائم الإيرانية في العراق وأفغانستان، هذا الرجل سعى بالطبع إلى إقناعي وهو يعرف أنني بالتأكيد سأكون آخر شخص على وجه هذه الأرض اقتناعا بموقفه، سألت هذا الرجل متى يمكن أن توجه أميركا ضربة لإيران، قال قريبا، وحين أصررت عليه قال في حزيران من العام الماضي ولكن مر العام الماضي وها هو العام الحالي ينقضي ولا ضربة، فالضربة على ما يبدو لباكستان، أما الفرس فقادرون على الدوران مائة وثمانين درجة حتى يقعوا على أقفيتهم حماية لمصالحهم وتزلفا لأميركا وغيرها ضاربين بعرض الحائط بمصلحة الأمة ولنا في الدرس العراقي والأفغاني خير مثال على ذلك ...

تسريبات عدة تحدثت عن اشتراطات إيرانية لوقف مشروعها النووي مقابل إغلاق المشروع النووي الباكستاني، فالخطر النووي الإسرائيلي لا وجود له في الأجندة والقاموس الإيراني مهما جعجعوا فلا طحن ملحوظ والضرب بالرمال،هو ديدنهم، لكن مصيبتنا أن بعضنا يصدقهم وهم العدو فاحذرهم .....

السبت، 8 سبتمبر 2007

منحة رئاسية الى مؤسسة تعليم خاصة كانت تشرف عليها سهى عرفات



اعتبر معارضون ان المرسوم الرئاسي الذي يقضي بإسناد دعم ماليّ كبير من ميزانية الحكومة إلى المدرسة الخاصّة التي بعثتها في تونس أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل بتونس سهى عرفات مع شريكتها أسماء محجوب ,مُفاجئا, بعد إصداره مرسوما سابقا بسحب الجنسيّة عن أرملة عرفات .
و أعلنت النشرة الرسمية التونسية المعروفة بإسم "الرائد الرسمي" في عددها الجديد الأمر رقم
2151 الحامل لتوقيع الرئيس بن علي والقاضي بإسناد مبلغ قدره مليون و 794 ألف و 600 دينار (قرابة مليون و نصف مليون دولار) إلى مدرسة قرطاج الخاصّة بعنوان "منحة" .
و قال عبد الرؤوف العيادي نائب حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة المعارض المحظور في تصريح ل "وطن برس" إنّ "تحويل بن علي لهذا المبلغ إلى مدرسة خاصّة ذات هدف تجاري يأتي في الوقت الذي تتخبّط مؤسّسات التعليم العمومي المجانيّ في ضعف الموارد و تواضع الإمكانات والإكتظاظ "، معتبرا ذلك "إستهانة بحقوق التونسيين" .
وأمر الرئيس التونسي في مرسومه الجديد الذي حصلت "وطن" على نسخة منه ، أن يُسحب المبلغ من ميزانيّة وزارة التربية و التكوين ، فيما كلّف الرئيس وزراء التربية و الماليّة و التنمية والتعاون الدولي معا بالسهر على تنفيذ هذا الأمر.
وكان الرئيس التونسي أصدر أغسطس الماضي مرسوما في ظروف غامضة بسحب الجنسية التونسية نهائيا من أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ، بعد أن كان منحها إيّاها في سبتمبر – أيلول 2006 .
و في مرحلة مُوالية إنتزعت حكومته من أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل القصر الشهير الذي منحتها إيّاه بالعاصمة التونسية بعد إستصدارها لحُكم قضائي إستعجالي ، دون إبداء تفسير.
و قبل سحب الجنسيّة والقصر منها ، كانت الحكومة التونسية منحت الترخيص لسهى عرفات و معها أسماء محجوب من أصهار الرئيس ، ببعث مدرسة خاصّة تُدرّس البرامج الأجنبيّة هي "مدرسة قرطاج" .
و أوردت النشرة الرسمية الإعلان عن بعث المدرسة لكلّ من سهى عرفات وأسماء محجوب ضمن عددها 183,لكن لم يُصدر بعد ذلك أي قرار بفسخ علاقتها بالمدرسة .
و قرأ البعض في مرسوم الرئيس التونسي الجديد بإسناد الدعم المالي إلى هذه المدرسة الخاصّة لسهى عرفات وشريكتها أنّه يتناقض مع قراره سحب الجنسية منها و إنتزاع القصر .
لكنّ مصادر إعلاميّة في تونس قالت ل"وطن برس" الجمعة إنّ المبلغ مُسند إلى المدرسة !!!، وليس إلى سهى عرفات التي غادرت تونس ولم تعد لها علاقة بالمدرسة ، حسب تعبير المصادر .

و كان إعلان الحكومة رسميا في السابق عن بعث المدرسة قد نصّ على أنّ سهى عرفات و أسماء محجوب شريكيْن في المدرسة لمدّة 3 سنوات مُتجدّدة ، الأمر الذي يُلقي بظلال من الغموض على حقيقة الوضع القانوني لمصير المبلغ المُسند من الحكومة ومدى أحقّية سهى عرفات به .
و فيما رفضت الحكومة التونسية إلى حدّ الآن إعطاء أيّ توضيحات لأسباب أمر الرئيس التونسي سابقا سحب الجنسيّة من سهى عرفات ثمّ إنتزاع القصر منها ، كانت أنباء صحفيّة تواترت عن خلافات مالية نشبت بينها وبين حرم الرئيس التونسي وأقاربها ضمن مشاريع إقتصادية أقامتها معهم ، ممّا أدّى بها إلى إتخاذها قرارا بمُغادرة تونس نحو مالطا قبل صدور مرسوم سحب الجنسيّة منها .لكن لا الحكومةالتونسية ولا سهى عرفات علّقتا على هذه الأنباء .
من جهة أخرى، كان صاحب ثانويّة في تونس تُدرّس البرامج الفرنسية إتّهم الحكومة ب"المحاباة" إثر إصدارها لقرار بغلق ثانويّته بالتزامن مع الترخيص ل "مدرسة قرطاج" المُنافسة له .
و قال محمد بوعبدلّي"إن وزارة التربية التونسية أقدمت على قرار إغلاق ثانويّتي مُحاباة منها لأسماء محجوب قريبة حرم الرئيس وشريكة سهى عرفات في مدرسة "قرطاج" المُنافسة لي " .
من جهتهم حضّ سياسيون وأكاديميون معروفون في تونس وزارة التربية التونسية على معاودة فتح ثانوية "لوي باستور" الخاصة لبوعبدلّي .
وقال المُوقعّون على "نداء" مُوجه لوزير التربية صادق القربي تلقّت "وطن برس" نسخة منه إنهم فوجئوا بقرار الوزارة غلق الثانوية دون تبرير وجيه ، مُطالبين ب "تقديم شرح علني و واضح لأسباب هذا الإجراء وفتح حوار مع مدير الثانويّة".
ومن ضمن الموقعين على النداء وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الشرفي ومؤسس رابطة حقوق الإنسان الدكتور سعد الدين الزمرلي ورئيسها السابق المحامي توفيق بودربالة وزعيما "التكتل الديموقراطي" و"الحزب الديموقراطي التقدمي" مصطفى بن جعفر ومي الجريبي و أحمد نجيب الشابي ورئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان الدكتور الطيب البكوش و الإعلامي صلاح الدين الجورشي .



* المصدر : وكالة"وطن براس" للأنباء(فلسطينيّة – متسقلّة) بتاريخ الجمعة 7 سبتمبر2007 .
مراسلة من سليم بوخذير
الرابط :http://www.watanpress.net/s/news/3783.aspx

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2007

أخطاء فنية تكبد شركة الإسمنت بقابس خسائر تفوق خمسة مليارات من المليمات




عاشت شركة الإسمنت بقابس الأيام الماضية على وقع فاجعة تسببت في خسائر مادية فادحة فاقت خمسة مليارات من المليمات ،و ذلك نتيجة انفجار فرن بسبب خطأ فني تسبب فيه الفني المسئول على إشعال هذا الفرن و هي المرة الأولي التي تسند له هذه المهمة ،بعد أن مسندة طيلة 30 سنة لفني طلب تسوية وضعيته المهنية للخروج إلي التقاعد المبكر و هو ما وافقت عليه إدارة الشركة .ترجع أسباب الانفجار إلي ضخ الغاز داخل الفرن دون إشعال النار مما أدي إلي ضغط هوائي داخله نتج لانفجاره ، و من ألطاف الله أن الانفجار وقع الساعة الثانية و عشرة دقائق بعد الظهر و هي فترة تبادل مواقع الشغل بين عمال الفترة الصباحية مع عمال الفترة المسائية و لو وقع هذا الانفجار في وقت مغاير لتسبب في خسائر بشرية تتراوح بين 80 و 100 عامل يشتغلون قرب الفرن.
الخسائر قدرت بأكثر من خمسة مليارات بسبب توقف إيقاف الإنتاج لعدة أيام ،و أشغال إصلاح و ترميم أسندت لشركات صناعية خاصة أتمت أشغالها الخميس 30 أوت 2007 و استعدت لمغادرة الشركة إلا أن خطأ فني أدي إلي إصابة إحدى الكوابل الرئيسية للكهرباء المرتبط بوحدة الإنتاج نتج عنه تعطب عديد الأجهزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي و هكذا بقيت هذه الشركات لمواصلة أشغال الإصلاح.
أخطاء و خسائر فادحة تعيشها شركة الإسمنت بقابس ،تعود أسبابها حسب تأكيد احد المهندسين بالشركة إلي غياب الحضور الميداني للمسئولين و عدم وقوفهم علي أشغال الإنتاج و الصيانة و اكتفائهم بإدارة الشركة من مكاتبهم .خاصة بعد الخطة التي اعتمدها المستثمر البرتغالي بالتخلي عن عديد الكفاءات التونسية التي كانت تدير المصنع منذ اكثر من عقدين من الزمن.

ان ثمار الخوصصة ليست دوما ايجابية فصاحب هذه المؤسسة لم يفكر منذ وصوله اليها سوى في مراكمة الربح.وكلنا يذكر رغبته منذ تسلم الادارة وفي اطار الضغط على مصاريف الطاقة التفكير بالتخلي عن التشغيل الكهربائي -الذي يكلفه ما يناهز المليار من المليمات شهريا لفائدة شركة الكهرباء والغاز- الى تشغيلها بالفحم الحجري -وهي الطريقة التقليدية-دون التفكير في ما يجلبه ذلك من اختناق جهة قابس لولا تفطن الضمائر الحية ووقوفهم بوجهه.

الاثنين، 3 سبتمبر 2007

موضوع انشاء طريف يكشف تدني مستوى التعليم ...؟؟؟



الموضوع ( لتلميذ السنة التاسعة أساسي):

قرأت في إحدى الصحف مقالا على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم تحدث فيه عن نفسه

حدد نصا سرديا على لسان هذا الطفل يبرز فيه مختلف الأعمال التي كان يقوم بها ودوره في العائلة




التحرير:

في يوم من الأيام ذهبت إلى السوق فوجدت أحد أصدقائي يقرأ صحيفة فأخذتها من عنده وقرأت فيها مقالا يحكي على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم.
لكني إستغربت من ذلك الأمر وهو كيف يمكن أن يعيش لسان بعيد عن صاحبه. لقد كان هذا اللسان يعمل أعمالا مختلفة في العائلة لكن الطفل كان يعيش بدون لسان مع أفراد عائلته لقد كان أخرس لا يتكلم لأن لسانه يعيش في منطقة بعيدة عنه. إن ذلك الولد غريب حقا وهو أن كان لا يأكل طعامه لأنه فاقد لسانه. وقد كان يشرب الحليب والأشياء التي لا تؤكل لأنه ليس قادرا على ابتلاعه بدون لسان. فاللسان بالنسبة للطفل هو الوسيلة التي يبتلع بها الطعام. فهو العنصر الأساسي في ابتلاع الطعام وغيره من الأشياء الأخرى. من أجل ذلك الطفل قد كان بائس الحال بين أفراد عائلته الذين كانوا هم أيضا حزينون عليه بسبب فقدان لسان.


الأحد، 2 سبتمبر 2007

حكاية منسية من كليلة ودمنة:الثعلب االاسد



يحكى أنّ ثعلبا ماكرا ابتسمت له الأقدار يوما فعمل عند كبير حراس الملك الأسد ظنّا منه أنّه ثعلب طيّب فزوّجه ابنته، ونسي أنّ الثعالب لا تؤتمن. تملّق و"تسَكْبن" حتى صار وزير "الملك الأسد"، بيده اليمنى يمسك جهرا مفاتيح الغابة وبيده الأخرى يخيط سرّا ثوب أسد على قياسه، وعيناه مركّزتان على تاج الملك.
وفي ليلة شديدة السواد بينما كان الملك الأسد نائما انقضّ عليه وزيره "الثعلب الماكر" فقتله وأمسك بالتاج ولبسه وفي الصباح استيقظ سكّان الغابة على صوت عال يقول: "الملك السد مات، أنا الملك، أنا الأسد، أنا من يحكم هذه الغابة الآن، الكلّ يطيع الكلّ يمتثل.
باستغراب قالت النعاج: الملك الأسد مات ! (ثم سكتوا لحظة من الزمن ثم واصلوا الكلام) يعيش الملك الأسد يعيش.
وهتفت بقية الثعالب: "بالروح بالدم نفديك يا ثعلب، عفوا، يا أسد ابن أسد.
فرح "الملك الأسد" وقبل أن يبدأ، تخلّص من ابنة كبير الحراس وأجلس بجانبه ثعلوبة كان يعرفها. ثم شرع في العمل رافعا لافتة بيضاء بها صورة طائر بدون أجنحة وقضبان من الحديد وجلاد بيده عصا. وقال : "هذا دستور الغابة، لا نريد طيورا تطير ولا دببة تعطي الحكم".
فزع سكان الغابة من هول ما سمعوا. وعرفوا أنّ "الملك الأسد" عدوّ للحرية وعدوّ للكلمة. فانقسموا، بعضهم سافر وغادر الغابة وبعضهم دخل مغارته ولم يعد يخرج منها إلاّ للبحث عن الفُتات ليأكله. والبعض الآخر نافق فحظي برضى "الملك الأسد". والقليل القليل وهم من فصيلة الطيور، رفضوا السفر والاختباء في المغارة والنفاق وقرّروا أن يواصلوا الطير.
وبما أنّ الملك الأسد قطع أجنحة جميع الطيور بعد أن وضع في القفص من ظنّ أنّهم خطر على ملكه. فكان على الباقي منهم أن يستجمع قواه ويحاول الطير من جديد. فكانوا في كل قفزة ينبت بعض الريش ومعه يكبر الأمل من جديد، الأمل في أن تحلّق الطيور وتطوّق بسكان الغابة فتصحو العقول لتعلم أنّ وراء الملك الأسد لي سوى ثعلب ماكر سرق القماش والخيط وخاط ثوب ملك بنفسه وعلى قياسه. وأنّ بقاءه لن يحمل سوى الدمار.
أحسّ الملك الأسد بالخطر فنادى على وزيره الذئب وقال له: "أنت أيّها الذئب اللعين كيف لم تنتبه إلى هذه الخفافيش وتركتها تحاول الطير، ألا تعلم أنّي لا أقبل ولا أرضى حتى بالمحاولة. تلعثم الذئب ثم أجاب قائلا: "سيدي... رضاك سيّدي رضاك، أنت تأمر، نحن كلّنا نعيش لراحتك وراحة زوجك المصون وعائلتها. واطمئنّ فكلّ شيء على ما يرام.
- ولكن كيف على ما يرام والطير يحاول الطيران.
- لقد سلّطت عليهم بعض الكلاب الجائعة سيّدي.
- بعض الكلاب الجائعة... ما هذا الاستهتار، أريد كل كلاب الغابة. وإن لزم الأمر أضف إليهم الخنازير.
تردد في الإجابة وقال: "لكن يا سيدي، مثل هذا الأمر يستلزم الكثير من الطعام ونحن…" سكت الذئب وابتلع صوته فقطع عليه الملك السد هذا الصمت وقال له: "نحن ؟ ماذا أيها الأحمق؟ غابتي غنيّة بالخيرات وخزائني تغصّ بالزاد. فماذا دهاك، تكلّم، هل أتى عليها الجراد ؟
فردّ الذئب بصوت خافت: "كلا يا سيّدي ولكنّ عائلة زوجك المصون لم يتركوا شيئا لقد أتوا على الأخضر واليابس فأفرغوا خزاناتنا وقطعوا أحلى ثمارنا وخزنوها في الغابة المجاورة، غابة شعارها السنّور.
ضحك الملك وقال لنفسه: "ثعالب أبناء ثعالب"، ثم واصل الحديث مع وزيره الذئب وسأله: "قل لي يا وزير هل علم سكان الغابة بهذه الأمور؟
أجابه الوزير: "تقريبا كلهم يا سيدي وخاصة هؤلاء الطيور. ولكن اطمئن فلا أحد يجرؤ على الكلام. فدستورنا جلاّد وقضبان. ولكن ما الحلّ سيدي حتى نجنّد كلّ الكلاب والخنازير فنحن في أمسّ الحاجة إليهم. فمن أين سنأتي بالطعام ؟
الحلّ، قال الملك، الحلّ بسيط عليك بسكّان الغابة، ألزمهم بدفع جزء من زادهم وخاصة البهائم منهم والضباع. هيّا انطلق في الحال وابدأ تنفيذ هذا القرار.


سامية حمّودة عبّو


(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007)
الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=601

كاد الشرطي ان يكون رسولا....؟؟؟


وردت هذه الرسالة على جريدة الشعب بعنوان :
رسالة مفتوحة إلى وزير الداخليّة حول اختلاف مع عون مرور
الاسم: رفيقة البحوري
المهنة: أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة
رقم بطاقة التعريف: 1683358

خرجت بسيّارتي مساء الأربعاء 15 أوت، وكنت أسير بحذر، كما تعوّدت منذ أن حجزت منّي رخصة السياقة، لأنّي سقت بسرعة 70 كلم في الساعة في طريق حدّدت فيها السرعة ب50 وكنت وقتها أظنّ أنّ ذلك جائزا إذا كان الطريق واسعا وخاليا
.


وبعد أن تحملت العقوبة التي يعرف تبعاتها كل من تعوّد على استعمال السيّارة ثمّ حرم منها فجأة، عزمت على أن ألتزم بالقانون. وحين خرجت عشيّة الأربعاء كنت عازمة على أن لا أرتكب أيّ مخالفة. كنت أسير بسرعة منخفضة في الطريق الموازي لمنطقة الشرطة بالمنستير،وكانت أمامي علامة توقّف. وظهر في المرآة العاكسة شرطي شاب على درّاجة ناريّة (احتفظ برقمها) كان شابا أسمر وسيما، مرّ بجانبي ومضى دون أن يتوقّف وانعطف يمينا. أمّا أنا فتوقّفت، وكانت هناك سيّارتان قادمتان في الطريق الرئيسي انتظرتهما ثمّ انطلقت نحو اليسار.

سرت حتّى المفترق الموالي، وفجأة ظهر الشرطي على درّاجته وأمرني بالوقوف، وأخذ الأوراق استفسرت فقال إنّني لم أتوقّف عند العلامة. وعند إلحاحي بأنّ هذا لم يحصل ساق درّاجته قائلا:»الحق عليّ توّ نقلّك وين توقّف».عدت قرب العلامة فلم أجده، ثمّ وجدته قرب منطقة الشرطة، ووجدت أنّه حرّر محضر. التمست منه أن يراجع نفسه ولا يرتكب هذا الخطأ في حقّي وأنّني لا يمكن أن أسكت على هذا الظلم فقال:"المحضر ماعادش يتنحّى وكان عندك اشكون برّه اتّصل".

وكان أمام المنطقة أحد رجال الشرطة أكبر منه سنّا على دراّجة نارية رأيته يكلّمه، فالتحقت به، وألححت عليه أن يستمع إليّ، رفض وقال لي: "شوف مع إلّي لداخل".

دخلت المركز كان الوقت حوالي السادسة مساء وجدت رجل شرطة في المكتب استمع إليّ وقال» ميش مشكل إيجى في الصباح تو تلقى حل مع عرفو» وطبعا صدّقته ولكن عندما عدت قيل لي بكلّ صرامة رجال الشرطة :المحضر تعدى وإلي باش تقولو قولو في المحكمة .أسقط في يدي لأنّه في المحكمة لا يستوي كلامي مع كلام الشرطي فهو محلّف، ولا وزن لكلامي مهما قلت .

كتبت مطلبا وقدّمته لرئيس المصلحة وطلبت منه أن ينصفني وقلت له لا بدّ أن في الشرطة من ينظر في مثل هذه التجاوزات، ولا أظنّ أنّ الشاب يقصد الإساءة إليّ ولكنه لم يتثبّت من الأمر. وإذا كان هو محلّف فإنّ لي من السنّ ومن المركز الاجتماعي والعلمي ما يمنعني أنا أيضا من الادّعاء أو الكذب. أخذ نسخة من المطلب وقال سأبلغ رؤسائي وقال لي عودي يوم الاثنين.

وعدت يوم الاثنين، كانت قاعة الانتظار فسيحة حسنة الإضاءة، وكانت محلاة بأطر كتب في أحدها واجبات رجل الأمن كانت سبعة وكانت تعد بكل خير، وقد لفت نظري خاصة الواجب الرابع:حكّم العقل وتجنّب الظلم وتحاشى تجاوز السلطة. ملأ هذا نفسي تفاؤلا ،وقد زادني تفاؤلا إطار آخر كتب فيه: يعيش الأمن ليعمّ السلام
فيسعد الشعب والرئيس المقدام
ويضيء نجم تونس بعد الظلام

كنت غارقة في تفاؤلي عندما أعلمني عون أنّ المحضر قد أحيل إلى المحكمة، وأنّ رئيس المصلحة مشغول وإن أردت مقابلته عليّ أن أرجع غد!؟

فهمت أن لا فائدة من الانتظار إلى الغد، فحملت مطلبي وذهبت إلي مدير الإقليم،استقبلني بكل لطف، وهاتف أعوانه ثم أعلمني أن لا إمكانية للتراجع لأنّني اتّصلت به بعد فوات الأوان.بدأت أعيد النظر في كلّ ما جرى، وكيف أضعت الوقت المناسب.

سيادة الوزير: إن ثقتي في العدل ، هي التي أضاعت عليّ الوقت المناسب ماذا أفعل؟ أنا متأكّدة من نفسي، وقد توقّفت المدّة الكافية لمرور سيّارتين وفي المكان المناسب. كما أنّ العون لم يوقفني على عين المكان، ولو فعل لأمكن لأصحاب السيّارة التي كانت خلفي أن يشهدوا معي. إنّني أطلب الإنصاف وأرجو أن تدلّوني علي الطريق الصحيح لحلّ مشكلتي ولكم جزيل الشكر.


(المصدر: جريدة "الشعب" (أسبوعية نقابية- تونس) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)