الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

الجمّالة : المعذبون في الصحراء ؟؟؟


يسرون فجرا ..نحو المنطقة السياحية ليأخذ من يبكر منهم رقما تفاضليا في انتظار حافلات السواح التي تأتي عادة عند الليل من الساحل او من توزر او جربة لاقامة ليلة في الصحراء ..يغادرون نزلهم في الصباح الباكر نحو محطتهم المفضلة قبل العودة الى مناطق اقامتهم ...وهناك في الصحراء تنتظرهم جحافل الجمّالة ( ج جمّال أي صاحب الجمل او صانعه ) ..ويتعالى الصياح والضجيج ..كل ينادي الى جمله :
ici monsieur ...ici
voila mon chameau
allez y monte madame
il est calme ..mon chameau
ويبدأ وكيل نقابة السياحة بتنظيم الجموع المتدافعة نحو السواح :
بالشوية لولاد ...يعيشكم بالنظام
كل واحد ...ودوره
الاول... بالاول ...
هيا اشكون صاحب الجمل هذا ...
بربي كل واحد يوقف حذا الجمل متاعه
رقم 1 ...فلان
رقم 2 ....الخ
لكن الحشد لا يهدأ ..
.

أنا قبله ...علاش عديتا قدامي ؟؟
ملا..ز....ام ...خدمة ؟؟؟؟

هم شباب عاطل فرضت عليهم صعوبة الحياة أن يمتهنوا هكذا مهنة ؟؟؟

اشكون يعرف ...بالك نطيح بشطيّر ( مصطلح يطلق على نساء نصف عمر من السواح يتزوجن شباب زواج مصلحة كما نقول نحن النفط مقابل الغذاء ..والفاهم يفهم؟؟؟) تخرجني من ها الحفرة الكلبة ؟؟؟ ماهو عمر كان م.....ك كيفنا عرس بكاترين هزاته لفرانسا هوينه بنتله قصر وعنده كات فوا كات ( سيارة ذات دفع رباعي ) ... شاءالله ربي يرشنا منين بلّه ؟؟؟ ....يتحدث عمر بحسره في قرارة نفسه ؟؟؟

على الجمّال ان يقطع في المسلك الواحد (كورسه) في عمق الصحراء نحو 5 او 6 كلمترات ...ليعود ادراجه الى كورسه اخرى ان حالفه الحظ ..في مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى 5 دنانير تقتطع منه نقابة التوجيه السياحة ضريبة في حدود 2.500 م ..وقد يبقى كامل اليوم بجمله الى حدود غروب الشمس في انتظار وفود اخرى تفد من السواح ...عله يظفر بما يسد رمقه ورمق جمله ....
يعيش عدد كبير من العائلات في دوز ونويل وزعفران والصابرية على ما يدره الجمل لهم كل يوم ...من اموال قليلة قد لاتفي بالغرض اغلب الاوقات ....علما وان السائح يدفع ما يعادل 20دينارا تونسية للدليل السياحي عن هذه الرحلة اي ان اكثر من ثلثي المبلغ بستحوذ عليه الدليل وحده ...
والانكى من ذلك ان هؤلاء يضطرون في ايام الصيف القائضة ان يبقوا بجمالهم في العراء تحت شمس الصيف الحارقة ...وبعضهم الذي وفد من بعيد لهذا العمل اضطر لبناء كوخ من جريد النخل يعيش فيها ليلا ونهارا ...
عم المولدي حين سألناه ما الذي دفع به لتحمل مشاق هذه الخدمة وهو طاعن في السن اجاب : الخبزة مرة وليدي ....قبح الله الفقر ؟؟؟




محطة الجمّالة


في طريق العودة


بعض اكواخ الجمّالة في الصحراء

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

اهلا بيييك والله موضوع ِسمحْ ياسر، خا ُصةـ زواج مصلحة كما نقول نحن النفط مقابل الغذاء ؛؛؛ كتابتك لهذا الموضوع دليل على طيبتك، وأنت هازْ حِمِلْ لما هُم فيه من عناء؛ وفٌقك الله يا ابو ناظم ، ولا ولن تبخَلْ علينا بالجديد ، أبو رامي

abunadem marzouki يقول...

شكرا لزياراتك يا ابا رامي
هذا بعض مما نستطيع فعله لهم

غير معرف يقول...

رغم مرارة الصّورة فإنّها تحيل على مرارة أكبر هي مرارة واقع الجمل.
منوّر صديقي

abunadem marzouki يقول...

زعمة خامس الجمل يعاني اكثر من مولاه

غير معرف يقول...

ها ها ها... لا أقصد ذلك يا صديقي أردت فقط النّظر من زاوية أخرى للتّخفيف من ألم الإنسان والإسقاط شعريّا (ربّما أدّي بي هذا الإسقط إلى نوع من "السّقوط" الشّعريّ)

غير معرف يقول...

بكلّ اسف وصلنا خبر وفاة ألاخ محمد المقيم ب بيسن سون(25000) وذلك بإنزلاق سيارته وسقوطها في النهر; يوم الجمعه مساءً رحمك الله يا محمد وأسكنك الله فراديس الجنان ورزق
اهلك الصبر والسلوان باذلين,كل,جهدنا بان يرجع جثمانه يوم الاثنين إنشاء الله

abunadem marzouki يقول...

الله يرحمه اسمعنا الخبر الحزين وهانا في انتظار وصول جثمانه الله يرحمه