الأحد، 2 سبتمبر 2007

حكاية منسية من كليلة ودمنة:الثعلب االاسد



يحكى أنّ ثعلبا ماكرا ابتسمت له الأقدار يوما فعمل عند كبير حراس الملك الأسد ظنّا منه أنّه ثعلب طيّب فزوّجه ابنته، ونسي أنّ الثعالب لا تؤتمن. تملّق و"تسَكْبن" حتى صار وزير "الملك الأسد"، بيده اليمنى يمسك جهرا مفاتيح الغابة وبيده الأخرى يخيط سرّا ثوب أسد على قياسه، وعيناه مركّزتان على تاج الملك.
وفي ليلة شديدة السواد بينما كان الملك الأسد نائما انقضّ عليه وزيره "الثعلب الماكر" فقتله وأمسك بالتاج ولبسه وفي الصباح استيقظ سكّان الغابة على صوت عال يقول: "الملك السد مات، أنا الملك، أنا الأسد، أنا من يحكم هذه الغابة الآن، الكلّ يطيع الكلّ يمتثل.
باستغراب قالت النعاج: الملك الأسد مات ! (ثم سكتوا لحظة من الزمن ثم واصلوا الكلام) يعيش الملك الأسد يعيش.
وهتفت بقية الثعالب: "بالروح بالدم نفديك يا ثعلب، عفوا، يا أسد ابن أسد.
فرح "الملك الأسد" وقبل أن يبدأ، تخلّص من ابنة كبير الحراس وأجلس بجانبه ثعلوبة كان يعرفها. ثم شرع في العمل رافعا لافتة بيضاء بها صورة طائر بدون أجنحة وقضبان من الحديد وجلاد بيده عصا. وقال : "هذا دستور الغابة، لا نريد طيورا تطير ولا دببة تعطي الحكم".
فزع سكان الغابة من هول ما سمعوا. وعرفوا أنّ "الملك الأسد" عدوّ للحرية وعدوّ للكلمة. فانقسموا، بعضهم سافر وغادر الغابة وبعضهم دخل مغارته ولم يعد يخرج منها إلاّ للبحث عن الفُتات ليأكله. والبعض الآخر نافق فحظي برضى "الملك الأسد". والقليل القليل وهم من فصيلة الطيور، رفضوا السفر والاختباء في المغارة والنفاق وقرّروا أن يواصلوا الطير.
وبما أنّ الملك الأسد قطع أجنحة جميع الطيور بعد أن وضع في القفص من ظنّ أنّهم خطر على ملكه. فكان على الباقي منهم أن يستجمع قواه ويحاول الطير من جديد. فكانوا في كل قفزة ينبت بعض الريش ومعه يكبر الأمل من جديد، الأمل في أن تحلّق الطيور وتطوّق بسكان الغابة فتصحو العقول لتعلم أنّ وراء الملك الأسد لي سوى ثعلب ماكر سرق القماش والخيط وخاط ثوب ملك بنفسه وعلى قياسه. وأنّ بقاءه لن يحمل سوى الدمار.
أحسّ الملك الأسد بالخطر فنادى على وزيره الذئب وقال له: "أنت أيّها الذئب اللعين كيف لم تنتبه إلى هذه الخفافيش وتركتها تحاول الطير، ألا تعلم أنّي لا أقبل ولا أرضى حتى بالمحاولة. تلعثم الذئب ثم أجاب قائلا: "سيدي... رضاك سيّدي رضاك، أنت تأمر، نحن كلّنا نعيش لراحتك وراحة زوجك المصون وعائلتها. واطمئنّ فكلّ شيء على ما يرام.
- ولكن كيف على ما يرام والطير يحاول الطيران.
- لقد سلّطت عليهم بعض الكلاب الجائعة سيّدي.
- بعض الكلاب الجائعة... ما هذا الاستهتار، أريد كل كلاب الغابة. وإن لزم الأمر أضف إليهم الخنازير.
تردد في الإجابة وقال: "لكن يا سيدي، مثل هذا الأمر يستلزم الكثير من الطعام ونحن…" سكت الذئب وابتلع صوته فقطع عليه الملك السد هذا الصمت وقال له: "نحن ؟ ماذا أيها الأحمق؟ غابتي غنيّة بالخيرات وخزائني تغصّ بالزاد. فماذا دهاك، تكلّم، هل أتى عليها الجراد ؟
فردّ الذئب بصوت خافت: "كلا يا سيّدي ولكنّ عائلة زوجك المصون لم يتركوا شيئا لقد أتوا على الأخضر واليابس فأفرغوا خزاناتنا وقطعوا أحلى ثمارنا وخزنوها في الغابة المجاورة، غابة شعارها السنّور.
ضحك الملك وقال لنفسه: "ثعالب أبناء ثعالب"، ثم واصل الحديث مع وزيره الذئب وسأله: "قل لي يا وزير هل علم سكان الغابة بهذه الأمور؟
أجابه الوزير: "تقريبا كلهم يا سيدي وخاصة هؤلاء الطيور. ولكن اطمئن فلا أحد يجرؤ على الكلام. فدستورنا جلاّد وقضبان. ولكن ما الحلّ سيدي حتى نجنّد كلّ الكلاب والخنازير فنحن في أمسّ الحاجة إليهم. فمن أين سنأتي بالطعام ؟
الحلّ، قال الملك، الحلّ بسيط عليك بسكّان الغابة، ألزمهم بدفع جزء من زادهم وخاصة البهائم منهم والضباع. هيّا انطلق في الحال وابدأ تنفيذ هذا القرار.


سامية حمّودة عبّو


(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007)
الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=601

هناك 3 تعليقات:

3amrouch يقول...

une bizarre histoire.
tellement bien raconter qu'on dirais une réalité.

3amrouch يقول...

ah ensit,etha3louba ech kenet terdem e9bal,matarou etha3leb?

غير معرف يقول...

اتجى مسرحيّة شكون يمثلها معاى اى اتجى عمروش وكلندو والنورمال لاند في ادوار البطولة نوفراج الثعلوبة والبلوقسفار غابتنا الحنينة والمدونين القطيع ونعمللكم زنس اخراج زنس اخراج يفتّق فمة جماعة باش تتكفل بالدعاية كيف حسين وفرفر وبرشة نبارة اما باش انطفيوهم ونعملو بيها جولة في المهرجانات الصيفية الجاية