الأربعاء، 5 مارس 2008

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة :هل المرأة مجرد متعة او متاع ؟؟؟


طالعت في الحوار المتمدن هذا المقال يستحق القراءة للباحث السوري محمد منصور يتحدث فيه عن النهم الجنسي عند العرب الذي تحول الى ما ما يشبه العصاب الجماعي في العقلية العربية حتى لا نكاد نخرج عن دائرة التفكير في موضوع سلب العقول وحبس الانفاس على مدى قرون اكثر من المسالة الجنسية التي نعرضها للفعل لا للتفكير دون امكان القدرة او التحكم في فهمها ولعلنا لانبالغ ان قلنا ان اهم كتب تقرا او تطالع في ثقافتنا هي ما كتب في الممنوع الجنسي او بالاحرى في المسكوت عنه الجنسي فكتاب الف ليلة وليلة مثلا ترجم الى كل لغات العالم وهو يعرض جانبا من هذه الشخصية الايروسية النهمة وكتاب التيفاشي والنفزاوي ممنوعان لكنهما يباعان سرا ضمن الكتب الصفراء او جهرا على الارصفة الخلفية للمكتبات وكلامنا تحول مفاهيم وايحاءات جنسية "فالفتاة تاكل "و"الخبزة ت..." ..وتقينا او شيخنا الواعظ يمنعنا عن التفكير في هذه المسائل ويفعل في البيوت المغلقة ما يفعله "سي السيد " كما يصفه نجيب محفوظ وووو فهل هذا التناقض في الممارسة يكشف عن تناقض في الشخصية العربية خاصة ازاء المسالة الجنسية التي طالما لن نتعامل معها بتحضر وعقلانية سنبقى خارج التاريخ ....ولا ننسى في هذا السياق ما وقع لقاسم امين والطاهر الحداد حين تجرآ على عقلنة العلاقة بين المراة والرجل خاصة ونحن على ابواب الاحتفال باليوم العالمي للمراة؟؟؟؟؟؟؟؟

الظواهر الجنسية عند العرب
:1- الجوع الجنسي عند العرب
لا أدري لماذا يشعر العرب بكل هذا الجوع للجنس ولماذا نبدو في عيون الآخرين، متوحشين وظمأى لا نشبع من الجنس ولا نرتوي.. ولا نفوت فرصة كلما حانت لممارسته؟!
لا أدري لماذا يسيطر الهاجس الجنسي على أحاديثنا اليومية وعلى مزاحنا وطرائفنا وعلى جلساتنا الخاصة، وكأن هذا الحديث هو فاكهة كل المجالس في كل الفصول؟!
لا أدري لماذا يسيطر الجنس على علاقاتنا في العمل، حتى ليتحكم بكثير من معاييرها ونظمها وقوانينها الخفية!
فكم من وظيفة شاغرة، حصلت عليها فتاة بمواهبها الجنسية، وحرم منها شاب هو بأمس الحاجة إليها رغم مواهبه ومؤهلاته العملية!
وكم من سكرتيرة حسناء تتحكم بمصير شركة بأكملها، أو مؤسسة من المؤسسات الحكومية بكافة دوائرها، لا لشيء سوى لأنها تمارس سطوة الغنج والدلال على مديرها الجائع، وتمنحه بعض اللذة وهي تدرك باطمئنان أنثوي بالغ.. أنه – مثله مثل الآخرين- لا يعرف معنى الشبع أو الاكتفاء الجنسي!
وكم من مذيعة في محطة تلفزيون عربية مثلا، تستطيع أن تنال من الحظوة، بمقدار ما تتقن لعبة الجنس مع المسؤولين على هذه المحطة أو تلك، فتظهر في كل البرامج، وتكاد تملأ الشاشة طولا وعرضا بحضورها الذي لا ينقطع.. لدرجة لا يحتاج معها المشاهد أن يدخل الكواليس لكي يكتشف التفاصيل، فعلى الشاشة يثار مليون سؤال حول غياب المؤهلات المهنية والعلمية لدى هذه المذيعة، وحضور المؤهل الجنسي في العلاقة مع المدير أو المسؤول فقط؟!
وحتى في الجامعات، صار هناك أساتذة، على استعداد لأن يمنحوا بعض الفتيات نجاحا لا يستحقونه، لأن بعض الطالبات المتحررات من القيود الاجتماعية والأخلاقية، يمكن أن يضربوا على وتر جوع جنسي مزمن ينهار أمام دغدغته أعتى الرجال، فيمنحون بعضهم لذة جنسية، ربما تكون حرارتها، أعلى من حرارة العلامات التي يحتاجونها لنيل النجاح في أبهى درجاته.
كم من بيت تهالكت دعائمه، وانهد بنيانه لأن رجل البيت لا يطيق أن يرفض طلب لزوجته، حتى لا ترفضه في الفراش آخر الليل، فتحكمت الزوجة بالزوج وصادرت قراراته، وخربت علاقاته مع أهله ومع أصدقائه ومع ذاته، لأنها تملك أن تعاقبه جنسيا إذا لم ينصاع لأوامرها... وبالمقابل كم من بيت سعيد خربه شبق رب الأسرة وتطلعه إلى لذة أخرى لا تجيدها زوجته، حتى لو كانت زوجته أجمل من تلك الخبيرة بفنون إمتاع الرجل ونبش كنوز الفحش الذي يتطلع لممارسته في أقصى درجاته، متحررا من احترام العلاقة الزوجية وصون كرامة الزوجة.
ماذا يفعل الجنس بنا نحن العرب؟!
لماذا نبدو داعرين، جائعين، مكبوتين، ظمأى، مغفلين ومدمنين على الجنس؟!
ولماذا صار العربي في ثقافات العالم هو رمز الجوع الجنسي الذي يثير مخيلة الآخرين ويهيجهم، في الوقت نفسه الذي يثير فيه تندرهم أيضا!
لماذا يتحالف الجنس مع فساد المال والسلطة، ليحكم علينا بأننا عالم ثالث متخلف إلى الأبد؟!
عالم تحكمه قوة الشهوة الجنسية، لا قوة العقل المبتكر؟
متى سنقيم دعامة أخرى لحياتنا، غير دعامة الجنس الذي لا يرتوي؟ ومتى ستكون هناك قيمة قاهرة وحاسمة في حياتنا، غير قهر الجنس وقدرته على حسم كل الأمور المستعصية، في المواقع الحساسة والأوقات الحرجة.
نعم الجنس مهم في حياتنا.. وهو متعة لا فكاك منها، وحفظ للنسل لا غنى عنه.. لكن هل سيبقى الحاكم المتحكم بكل شيء في هذا الخراب العربي؟!
هل سيبقى الجوع الجنسي هو نقطة الضعف العربية التي تقهر أصحاب الامتيازات والمؤهلات والمواهب والعقول في الوصول إلى المكان المناسب؟!
هل سيبقى هو القاعدة الذي يخلق استثناءه الخاص، وهو اللذة التي ينهل منها أفراد قليلون على حساب مصلحة وطن وكينونة عدالة، وصون حق مكتسب لأشخاص يجردهم الهوس الجنسي الذي يعتري مسؤولي بلادهم في معظم المواقع من كل الحقوق؟!

2- ثقافة الفحولة
يشعر الكثير من الرجال في مجتمعاتنا العربية، بالمتعة في الحديث عن مغامراتهم الجنسية، ويجد الكثير منهم لذة فائقة في إيهام سامعيهم أنه خبير جنس من طراز رفيع، وبأن فحولته تجعل النساء تتهافتن عليه، وبأنه في الفراش فارس بلا جواد، لكنه فارس مسلح بما هو أكثر جموحا وقوة من أي جواد يمكن أن تحلم بامتطائه يوما.
وتبتدع مخيلة الكثير من الرجال صورا شتى عن نساء، يصرخن بين ذراعي هذا الفحل أو ذاك من شدة اللذة، ومن هول ما تراه بين فخذيها مما لن تنسى طعمه أبدا، وعن أخريات يرتمين في أحضان هذا الزير طوعا، أملا في أن يذقن معه ساعة من نعيم فحولته اللاهبة!
وغالبا ما تتسم هذه الأحاديث بالخطورة على أشخاص آخرين، قد يصدقون مبالغات المتبجحين بفحولتهم المزعومة، فيشعرون بضآلة قدراتهم، وقد يصابون بالإحباط في حياتهم الزوجية، وخصوصا إذا كانت قدرة المتبجح على الإقناع بأنه زير نساء كبيرة ومتقنة.
والحق أن هذا النوع من الأحاديث التي يتم تداولها في مجتمعاتنا العربية حصرا، لا نجد لها نفس الحضور في مجتمعات أخرى، كالمجتمعات الغربية مثلا التي نلاحظ كم تنطوي على تحرر جنسي وانفتاح يفوق الحد المطلوب أو حتى المستساغ أحيانا..
فهل يمكن أن تكون هذه الأحاديث التي أحب أن أطلق عليها (ثقافة الفحولة) وهي ثقافة شعبية عربية رائجة في عصر الانحطاط العربي هذا، هل يمكن أن تكون نتاج حالة القمع الاجتماعي، التي تبالغ في منع الحديث في مسائل الجنس، وتضع القيود عليها أم أن هذه الفحولة المزعومة، هي نتاج حالة القمع السياسي التي تجعلنا خصيانا، نحب أن نعوض عن فحولتنا السياسية المغتصبة، بمثل هذه المبالغات الجنسية التي تنطوي على حد من تزوير الخيال، أكثر مما تنطوي على تزوير الواقع نفسه!
3- الخوف العربي على القدرات الجنسية!
الخوف على القدرة الجنسية، هو أكثر ما يخشاه العرب اليوم أفرادا وجماعات.
لا أحد يشكو من انخفاض حيويته في العمل والعطاء؛ سواء كان العمل الذي يمارسه خدميا أم إنتاجيا.. أو حتى إبداعيا!
لا أحد يشكو من فقدان قدرته على التركيز أو التفكير، لأن الحل الوحيد في مثل هذه الحالة، إجازة مفتوحة يريح فيها المرء عقله من أي شبهة تقود العقل للتفكير!
لا أحد يشعر بخلل أو خطأ إن فقد قدرته على الاحتجاج.. أو حتى الغضب والصراخ..
لكن حين يتطرق الأمر إلى القدرات الجنسية، فالأمر يستحق أعلى درجات الخشية والتوجس.. والخوف أيضاً!
يستوجب أي تراجع في القدرة الجنسية إعلان حالة الطوارئ، واستنفار الصداقات والخبرات والمعارف للبحث عن حل سريع وعاجل قبل أن يفقد الرجل زمام السيطرة على ما يبدو أنه تجسيدا لمعنى الرجولة، أو إحالة مبكرة على التقاعد من ملاعب الشبق والمتعة!
لماذا يخشى العرب على قدراتهم الجنسية، وقد فقدت الجيوش العربية قدراتها العسكرية على أرض أم المعارك وأبو الانتصارات!
لماذا يخشى العرب على قدراتهم الجنسية، وقد فقدوا الكثير من القدرات العلمية التي تؤهلهم للحاق بركب الحضارة وسباق المنجزات العلمية والتكنولوجية؟!
لماذا يخشى العرب على قدراتهم الجنسية، وقد فقد الكثير منهم قدراتهم التربوية لتأهيل جيل يتحلى بكامل اللياقة النفسية والأخلاقية.
وقد يكون الجواب على كل هذه الأسئلة الآن: لماذا لا يخشى العرب على قدراتهم الجنسية، بعد أن فقدوا كل هذا!
دمشق

محمد منصور
tootcham@scs-net.org
الحوار المتمدن - العدد: 844 - 2004 / 5 / 25

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

No comment