الجمعة، 6 مارس 2009

الاستقطاب السياسي : استنتاجات وخلاصة

نستنتج اذن من انماط الفعل السياسي في تونس استقطابا الملاحظات التالية :
  • ان الاستقطاب هو جوهر الفعل السياسي والا ظل هذا الاخير عملا هامشيا
  • ان الاستقطاب يتحدد بحسب التوجه الفكري للمستقطب وهنا نلاحظ الفرق الجوهري بين فكر جماهيري يؤمن بضرورة الفعل وسط الجماهير من اسفل فيكون الاستقطاب فكري جدالي يقوم على اساس الحوار والنقاش كما كان يفعل اليسار في مراحله الاولى على الاقل وبين فكر لا يملك ارضية شعبية او جماهيري فتكون افكاره مسقطة من فوق كما هو حال الاسلاميين خاصة الذي امنوا بضرورة الفعل المسلح وراهنوا عليه و حتى القوميين في مرحلة تاريخية معينة وعند صنف منهم امن بالانقلاب من داخل واخر امن بالانقلاب من خارج فظلوا حلقة هامشية في الفعل السياسي التونسي باستثناء الناصريين الذين امنوا بالجدل الفكري وتخلوا عن اسلوب العنف في الاقناع .فكنت ترى على حجرة سقراط حلقات يتم فيها سحب كتب نظرية وهو ما كنا نراه صراحة في حوار اليسار- يسار او اليسار-قوميين .
  • الاستقطاب تنظمه حلقات عمل سياسي او حزبي وهو يختلف حسب امكانيات التنظيم الذي يديره وهنا كنا نرى من ناحية الكم االعددي والمادي تميز تظاهرات الاسلاميين والبعثيين خاصة .
  • الاستقطاب كان اكثر جماهيرية عند اليسار والقوميين من الناحية النوعية للمادة التي يقدمونها اعني الفكر الذي يقدمونه.
  • الاستقطاب يتغير بتغير الظروف التاريخية والتحالفات فكنا نرى في تقارب الاسلاميين مع القوميين احيانا تجنب الاحتكاك بالقواعد من الجانبين او حتى في تحالف شق يساري( المود) مع الاسلاميين تكثيف النشاط حول المسائل الخلافية لليسار مثلا خاصة مع القواعد .
  • الامر نفسه يحدث في اتحاد الشغل تقريبا الذي كان مراة عاكسة لما يحدث في الجامعة وليس العكس احيانا كثيرة .
والنتيجة ان اغلب هذه الاستقطابات لم تستفد من اخطائها ولا زالت تكررها الى اليوم :
  • اليسار يغرق في الشخصنة والصراعات الجزئية التي تفتته واصبح اكثر تشرذما بعد سقوط جدار برلين.
  • الاسلاميين غرقوا في جمودهم العقائدي وتذبذب مواقفهم من المهمات المطروحة عليهم فسقطوا في تمجيد العنف والاقصاء .
  • القوميين وان تجاوزوا الشخصنة والتفتت الا انهم ظلوا متراوحين بين الانقلابية والعمل الجماهيري فلا هم احسنوا هذا ولا ذاك .
غير اننا يمكن ان نلحظ اليوم خاصة امام تغير الظروف الاقليمية والدولية ضرورة مراجعة فكرية لادبيات كل فكر وبالتالي كل استقطاب مستقبلي وضرورة الايمان بالعمل الجماهيري والتخلي عن كل اشكال العنف والاقصاء والايمان بحق الاختلاف والتنوع مع ضرورة التفكير في عمل جبهوي للقوى التقدمية يمكن ان يراعي الحد الادنى النقابي والسياسي الذي تفترضه المرحلة الراهنة.

ليست هناك تعليقات: