الثلاثاء، 8 جانفي 2008

في اخر تقرير للالكسو:100 مليون عربي أمي؟؟؟؟؟


يصادف يوم الثامن من شهر جانفي/ كانون الثاني من كل عام «اليوم العربي لمحو الأمية» الذي أعلنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )ألكسو) .وفيما احتفلت شعوب كثيرة برحيل اخر أمي على اراضيها فإن حال عالمنا العربي يكشف عن واقع مفزع اذ احتفل هذا العام بزيادة في عدد الأمية الحرفية، أى أمية القراءة والكتابة. ففي حين وصل عدد الأميين عام 2005 إلى سبعين مليون أمي عربي في المرحلة العمرية فوق الخامسة عشرة بلغ سنة 2007 99.5 مليون أمي عربي .و كشف التقرير الذي اوردته المنظمة من تونس ( ولم ينزل بعد على موقعها في الانترنت والذي اوردته وسائل اعلام كثيرة انظر هنا وهنا وهنا .. ) أن عدد الأميين في تزايد مستمر كما أن البيانات الإحصائية حول واقع الأمية في البلاد العربية تشير إلى أن معدل الأمية وصل إلى 35.6% لعام 2004 من مجموع عدد السكان ,مقارنة بمعدل الأمية في العالم والذي لا يتجاوز 18% مرجعين ذلك إلى ظاهرة تهميش المرأة وخاصة منها الريفية نتيجة العادات والتقاليد.
وأوضحت المنظمة أن 75 مليوناً من إجمالي الأميين العرب تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً وتزيد معدلات الأمية بين النساء حيث يعاني قرابة نصفهن منها 46.5% ما يترتب عليها نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة.
غير ان مفهوم الامية في دول اخرى اصبح له دلالات اخرى حيث غدا الامي ذاك الذي لايحسن استعمال الحاسوب ( امية تقنية ) او لايفقه في امور السياسة والقانون ( امية سياسية)...
وهنا لايسعنا الا ننحى باللائمة على الخيارات السياسية والاجتماعية للدول العربية التي لا تعمل الا على افراغ العقول وتحنيطها وتهميشها على الرغم من الاموال التي تتقاضاها بعنوان برامج مكافحة الامية ( انظر هنا ) وبعنوان اصلاح النظام التربوي باملاءات خارجية يغيب فيها الطرف التربوي المباشر في الاستشارة وهي املاءات لا تعمل للاسف الا على خوصصة المدرسة العمومية ومحاربة العلم والعلماء ( اكثر من 250 عالما عراقيا تم قتلهم او تهجيرهم منذ الغزو العراقي ) وبالتالي تفشي الجهل والتجهيل . كما سياسة التهميش الاجتماعي ( بطالة – فقر – مرض ) والتهميش الجغرافي ( التفرقة بين الجهات في توزيع الثروة الوطنية –لاعدالة البرامج الانمائية – عدم كفاءة الفرص للانخراط في نسق التنمية بين الجهات-..) والتهميش الجنسي ( بين المراة والرجل حيث يقل في دول عربية كثيرة الاهتمام بتعليم المراة التي تجبر على البقاء في البيت من دون تعليم ) والتهميش السياسي ( حيث لا توجد سياسة عربية واضحة لمعالجة هذه الافة مع ان الجامعة العربية ومؤسساتها شارفت على نصف قرن منذ وجودها وان غالبية الدول العربية عرفت استقلالها في الفترة نفسها تقريبا التي لليابان او لكوريا الجنوبية بل حتى لماليزيا او سنغافورة....؟
فمتى يعرف العرب ان البرامج الاجتماعية التي هدفها صيانة راس المال البشري اهم بكثير من قمم التنسيق الامني ؟؟؟
عسى ان تكون قمة دمشق القادمة قمة الحرب على الامية حتى لا نظل ابدا " امة ضحكت من جهلها الامم ".

ليست هناك تعليقات: