الاثنين، 10 نوفمبر 2008

استقالة الشيوعيّ الأخير- سعدي يوسف


استقالة الشيوعيّ الأخير- سعدي يوسف

قال الشيوعيُّ الأخيرُ :

سأستقيلُ اليومَ

لا حزبٌ شــيوعيٌّ ، ولا هُم يحزَنون !

أنا ابنُ أرصفةٍ

وأتربةٍ

ومدرستي الشوارعُ

والهتافُ

ولَـسْــعةُ البارودِ إذ يغدو شــميماً ...

لم أعُدْ أرضى المبيتَ بمنزلِ الأشباحِ ،

حيثُ ســتائرُ الكتّانِ مُـسْــدَلةٌ

وحيثُ الماءُ يَـأْسَــنُ في الجِرارِ

،وتفقدُ الصوَرُ المؤطَّرةُ ، الملامحَ

.............................

................................

.................

أستقيلُ

وأبتَني في خيمةِ العمّالِ

مطبعةً

ورُكناً ...

سوف أرفعُ رايتي خفاقةً في ريحِ أيلولٍ

مع الرعدِ البعيدِ ، ومَـدْفَقِ الأمطارِ ،

أرفعُه

اولن أُدْعَى الشــيوعيَّ الأخـــير !

...........................

.......................................

الليلُ يأتي .

لندنُ الكبرى تنامُ كعهدها ، ملتفّةً بالمعطفِ المبلولِ

أمّا في الضواحي ( و لأَقُلْ هَـيْـرْفِـيلْــد ) حيثُ يقيمُ صاحبُنا الشيوعيُّ الأخيرُ

فقد أقامتْ ربّةُ الأمطارِ منزلَها عميقاً في العظامِ ...

اللعنةُ !

انتفضَ الشيوعيُّ الأخيرُ :

إن استقلتُ

فأين أذهبُ ؟

إنّ ثمّتَ منزلاً لي ،

فيه عنواني المسجَّــلُ...

ولْـيَكُنْ بيتاً لأشباحٍ !

سأسكنُه

وأسكنُهُ

لكي أُدْعى الشيوعيَّ الأخير !

لندن 02.09.2008

هناك تعليق واحد:

ferrrrr يقول...

سعدي يوسف مولع باسطورة الشيوعي و باسطورة الاخير، لماذا الاخير؟ هل هو شاعر حقا؟