الأحد، 2 ديسمبر 2007

نشرية تونس نيوز تتوقف تلقائيا عن الصدور


انه بالتاكيد لخبر محزن جدا ان تتوقف نشرية تونس نيوز عن الصدور بعد 7سنوات من الفيض الاعلامي الذي خرق حالة الحصار وفتح فجوة في سنوات الجمر عن المشهد الاعلامي في تونس والعالم حيث العربي .وبعد نضال مرير ضد كل محاولات الاختراق الذي حاولته السلطة حيث تعرض الموقع في مناسبتين الى عملية تفخيخ بفيروسات وصنصرة .ومع ذلك استمر وكسب ثقة الاف القراء على الرغم من اختلاف مرجعياتهم مع هذا المنبر ولعلي ارى البهجة واضحة في عيون مقص الرقيب الذي سيقول الحمدلله الذي جعلك تترجل وكفاني شر مطاردتك .وان كان غياب هذا المجمع الاعلامي سيترك من دون شك ثغرة في المشهد الاعلامي لمن تعود على نوعية جيدة من الاعلام الحر قد تعطي للمقص ربما وقتا اكبر لمطاردة مجمع اخر بدا يكتسح الساحة الاعلامية والنقابية واعني مجمع " ضد التجريد" الذي يقوم عليه مجموعة من المناضلين النقابيين .املي ان يستمر اعلاميونا في نضالهم من اجل اعلام حر مناضل ومستقل بعيدا عن كل اشكال الوصاية .
وهذه رسالة الاستئذان بالانصراف كما سماها اصحابها
-----------------------------------------------------
بعد 7 أعوام و7 أشهر.. استئذان بالانصراف

السيدات والسادة قراء ومشتركي "تونس نيوز" الأعزاء المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عندما بدأت مجموعة صغيرة جدا من التونسيين في خريف عام 1999في التفكير في إصدار نشرية إخبارية عبر الإنترنت، لم يكن أحد منا يتصور أن المغامرة التي انطلقت بسيطة ومحدودة ستستمر بفضل الله وتوفيقه بدون انقطاع على مدى سبعة أعوام وسبعة أشهر بأيامها ولياليها وأن تصل يوميا (من 1 ماي 2000 إلى 30 نوفمبر 2007) إلى آلاف المشتركين داخل تونس وإلى عشرات الآلاف من القراء والمتصفحين من شتى بقاع العالم.

لقد يسر الله سبحانه وتعالى للقائمين على المشروع جملة من الظروف الجيدة والإمكانيات الطيبة والكثير من التيسير والتوفيق حتى تحول إلى نشرية يومية إخبارية متعددة اللغات متخصصة في الشأن التونسي ومنفتحة على الإهتمامات المغاربية والعربية والمتوسطية والإسلامية والمهجرية والعالمية وتحظى بحمد الله بسمعة ناصعة وبثقة جمهور عريض داخل الوطن التونسي وخارجه.

لقد كان الهدف الأساسي من المشروع فتح كُـوَة صغيرة تخترق جدار الصمت والتعتيم والمغالطة والتزوير والخوف الذي أحاط بالبلاد والعباد منذ انطلاق عمليات الإعتقال الأولى (لمناضلي حركة النهضة في خريف عام 1990 والتي توسعت إثر ذلك لتشمل كل نفس حر) والإستفادة من الشبكة المعلوماتية لإيصال المعلومة الدقيقة والموثقة إلى النخب الوطنية والنشطاء والمناضلين والمواطنين العاديين عن طريق البريد الالكتروني الذي تيسر أكثر فأكثر بعد أن انسدت بقية السبل في وجه المناضلين الوطنيين وتيارات المقاومة والممانعة.

لقد اجتهد فريق "تونس نيوز" – رغم محدودية إمكانياته وقلة تعداده - على المدى الأعوام والأشهر المنقضية في رصد ومتابعة وإحصاء وتجميع وتبويب ونشر الأخبار والبيانات والمقالات والوثائق والدراسات والمواد الصوتية والمصورة والمساهمات التي تكرم عدد كبير من القراء الكرام بإرسالها للنشر من أجل توفيرها لكل مواطن ومواطنة في الداخل أو الخارج، أي لأصحاب الشأن والمصلحة في تغيير الأوضاع المتردية والإرتقاء بها في بلادنا إلى المستوى الذي يليق بها وبنا.

كانت المحصّلة – مثلما نأمل ونرجو - اجتهادا خالصا يبتغي إقامة الدليل اليومي الملموس على أن الحوار والتلاقي بين التونسيين جميعا – مهما اختلفت توجهاتهم وتباينت مرجعياتهم وتعارضت أفكارهم– لا زال ممكنا ومتاحا رغم هول المأساة الوطنية الرهيبة التي نُسجت فصولا لم تتوقف بعدُ، وعلى أن الشعب التونسي بمثقفيه ونخبه ومناضليه ونشطائه ورجاله ونسائه يضم في صفوفه طاقات لا تنضب ويتوفر على معادن صافية لا زالت قادرة على إطلاق عملية التجديد الوطني والنهوض الحضاري والبناء القويم متى توفرت الإرادة الحقيقية والعزم الصادق والإخلاص للثوابت القومية والدينية والحضارية والمشترك الإنساني.

لقد حرصنا في اجتهادنا هذا على أن نُخرج أنفسنا أولا والتونسيين جميعا ثانيا من منطق الإقصاء والتهميش والتحقير والتخوين والترذيل وعلى أن نضع حدا لأساليب الغش والمناورة واحتكار المعلومة وانتقاء المصادر ووضع المعلومات والرؤى والأفكار الواردة من جميع المصادر والأطراف (مهما كان رأينا فيها وبغض النظر عن موافقتنا أو رفضنا لها) بين يدي القارئ – أيا كان موقعه وموضعه - ليتمكن من فهم ما يدور حوله أولا وتشكيل رأيه ثانيا وتحديد موقفه واتخاذ قراره ثالثا.

كان هذا هو اجتهادنا الذي عملنا بمقتضاه على مدى 7 أعوام و7 أشهر من أجل المساهمة المخلصة في التحضير لمستقبل أفضل لبلادنا وأطفالنا وأحفادنا.. لم نتلق أوامر من أحد ولم نحصل على أي مليم أو سنتيم أو سنت من أية جهة.. تشرفنا باكتشاف العديد من المواهب والطاقات الواعدة خيرا لمستقبل وطننا وسعدنا بالتعرف على الكثير من الأقلام الحرة والمفكرين والكتاب والنشطاء والتونسيات والتونسيين الرائعين من شتى أنحاء الوطن ومن الأغلبية الساحقة من العائلات السياسية والفكرية والثقافية في البلاد..

ارتكبنا بعض الأخطاء بلا شك ولكننا لم نكن متعمدين أو قاصدين ولقد اعتذرنا وصححنا في كل مرة اتضح لنا خطؤنا وكانت لنا الشجاعة الأدبية والأمانة الأخلاقية للإعلان عن ذلك في كل مرة والقيام بما يلزم...

إن اتخاذ الفريق العامل في تونس نيوز لقرار التوقف عن إصدار النشرية اليومية لم يكن أمرا هينا أو سهلا أو بسيطا بعد كل هذه الفترة من العمل الدؤوب والنشاط المتواصل ولكن ظروفا شخصية وذاتية وموضوعية قاهرة تحول دوننا والإستمرار في إصدار النشرية وإعدادها وتوزيعها في كل يوم (بما في ذلك أيام السبت والأحد وأيام العطل الدينية والوطنية والمدرسية) فرضت علينا – بكل أسف - استئذان أصدقاءنا وقراءنا ومشتركينا الأعزاء في الإنصراف آملين أن نكون قد وُفقنا في تأدية جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن الذي وُلدنا وتعلمنا وكبرنا فيه وتجاه الشعب الطيب الذي منه آباؤنا وأمهاتنا وأشقاؤنا وشقيقاتنا ومشائخنا ومعلمونا وأساتذتنا وإخواننا وأحبابنا وأهلنا جميعا.

السيدات والسادة المحترمون

إنه مجرد انصراف وليس مغادرة نهائية للساحة وتخليا عن الكفاح من أجل وطن يتسع لكل أبنائه وبناته بدون تمييز أو تهميش، وسيتدارس فريق "تونس نيوز" خلال الأسابيع والأشهر القادمة أفضل الحلول والمقترحات للإستمرار في الإسهام في الجهد الوطني المخلص لتوسيع فضاءات الحرية وتداول الرأي وإعمال الفكر تعزيزا للسلم الأهلي وتمتينا للتكاتف الوطني وتسريعا بالخروج من وهدة التخلف القيمي والسياسي والمجتمعي والأخلاقي بجميع مظاهره وتجلياته.

أخيرا لا يسعنا إلا تقديم الشكر الخالص للجميع داخل البلاد وخارجها – ومعذرة على عدم ذكر الأسماء لأن القائمة طويلة جدا - على ما أولوه من اهتمام وتشجيع ونصح وعتاب ونقد ولوم، وعلى ما منحوه من ثقة وتقدير لتونس نيوز والعاملين فيها ومعذرة إن أخطأنا في حق أي كان أو أسأنا لأي كان بدون أي قصد أو تعمد فنحن لسنا سوى بشر اجتهدوا فأصابوا وأخطئوا ونسأل الله تعالى أن نكون من أصحاب الأجر الواحد على الأقل.

حفظ الله تونس من كل مكروه وفرّج سبحانه عن جميع المساجين القدامى والجدد وخفف عن المنفيين داخلها ويسّر عودة المغتربين إليها من أصقاع الأرض وأعان حكامها جميعا ومعارضيها جميعا وشعبها جميعا على ما فيه الخير والصلاح، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

شكرا على تفهمكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

فريق "تونس نيوز"
1 ديسمبر 2007

(*) ملاحظة: سيظل موقع www.tunisnews.net متاحا للجميع وسيتضمن جميع الأعداد التي صدرت من نشرية "تونس نيوز" إضافة إلى بوابة المواقع التي تتضمن أهم المواقع والمنتديات والمدونات التونسية وخاصة ما يرتبط منها بالإعلام والسياسة والفكر والثقافة.

هناك تعليق واحد:

chady يقول...

فعلا إنه خبر محزن
لا أعرف بديلا عنه للأخبار التونسية
أرجو أن يجتمع شملهم من جديد من أجل أعمال أهم ...لم لا قناة تلفزية :)