الأحد، 11 نوفمبر 2007

مذكرات مزالي على المستقلة : انطلاق أحداث الخبز والافتراءات على الشعب والتاريخ؟؟



في الحلقة 9 من مذكرات محمد مزالي التي عرضتها قناة المستقلة المملوكة للوجه (النهضوي) الاسلامي السابق محمد الهاشمي الحامدي والتي تاتي على المرحلة التاريخية التي كان فيها مزالي في السلطة والتي حوصلها في كتاب صدر اخيرا عن دار الشروق بعنوان " نصيبي من الحقيقة " .خصصت هذه الحلقة لاحداث جانفي 1984 الدامية المعروفة باحداث الخبز او "ثورة الخبز " كما يحلو للبعض تسميتها . تحدث فيها مزالي عن هذه الاحداث برؤية القصر .فذكر ان هذه الاحداث انطلقت من ولاية قبلي في اواخر ديسمبر وان هذه الاحداث كانت بفعل فاعل من داخل القصر وفسرها بصراع الاجنحة بين جناح وسيلة التي كانت تريد السيطرة كليا على الحكم وبين الجناح البورقيبي الراديكالي الذي يمثله مزالي شخصيا ولان وسيلة كانت تريد اقصاء مزالي من الوزارة الاولى وتنصيب وزير موالي لها والمقصود وزير الداخلية انذاك ادريس قيقة .فانها هي التي اشعلت هذه الازمة في جانفي 84 حتى يثور الشعب ويقدم الوزير الاول كبش فداء والمقصود التضحية بمزالي وبالتالي التخلص منه .وحسب السيد مزالي فان هذه الاحداث بدات من مكان بعيد عن الاضواء وهي منطقة قبلي التي كانت حديثة عهد بالولاية وعين فيها اول والي انذاك وهو محمد حفصة الذي هو حسب مزالي واحد من اتباع وسيلة وياتمر بامرها وان ما حدث في دوز بالذات يوم 29 ديسمبر ثم في قبلي يوم 31 والذي امتد الى العاصمة يوم 3 جانفي كان بتنسيق مسبق ومحكم من جناح وسيلة حتى الولايات التي صارت فيها احداث دامية كان ولاتها من اتباع وسيلة والعكس الولايات التي لم تشهد تحرك مثل المنستير كانت بورقيبية ؟؟؟ لا اعلم ان كان مثل هذا التحليل من رجل سياسة في حجم مزالي يمكن ان يرقى الى الموضوعية ؟؟؟؟ لاني انا شخصيا عشت الحدث انذاك وكنت تلميذ بكالوريا وشهدت انطلاق الاحداث عشية 29/12/1984 وكانت في الاصل تجمعا شعبيا عفويا امام بلدية دوز احتجاجا على الزيادات المشطة في المعاليم البلدية التي تناهى الى علم المواطنين انذاك انها ستكون بنسبة 100بالمائة عن الاداءات البلدية المعروفة "بالزبلة والخروبة " ومعاليم الدفن وتراخيص البناء ...الخ والتي كان يناقشها انذاك مجلس النواب .فصار الاجتماع يتحول الى مظاهرة توجهت الى مستودع البلدية في وسط السوق ( والذي اصبح اليوم مطعم- الموعد - تسوغه احد الخواص من البلدية) وتم التجمهر ثم اقتحام المستودع الذي لم تجد فيه الجماهير الغاضبة شيئا يذكر – لان حتى الجرارات كانت وقتها خارجا – فتفطن الغاضبون الى منزل مقابل ( اصبح الان عيادة اسنان) يتسوغه اجانب سويسريون اثارت وقتها تحركاتهم الريبة ( وثمة من ربط بين ظهورهم واختفائهم فجاة في القرية- خاصة انهم اشتروا نزلا سياحيا وكانوا يعتزمون الاستثمار في السياحة الصحراوية – وبين التخطيط لعمليات ضد القيادة الفلسطينية في تونس – او هكذا اعتقد الناس وقتها ) فتحولت الجمهرة الغاضبة الى هذا المنزل خاصة وان صاحبته كانت تقوم بتصويرهم من الشرفة ما زاد من حنق الغاضبين الذين حاولوا اقتحام المنزل ولما عجزوا عن ذلك اقتحموا عنوة مستودع المنزل واخرجوا سيارتهم وقاموا بحرقها فاندلعت شرارة " الثورة " مع تدخل رجال الامن معززين بفرق " التدخل السريع " التي فرقت الجمع واعتقلت 6 اشخاص نسبت لبعضهم تهم كيدية مثل الانتماء الى النهضة ومحاولة النيل من النظام . وفي صبيحة اليوم الموالي عادت الجماهير الى احتلال الشارع للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وتحولت المظاهرات الى المطالبة بتعديل سعر الخبز بعد ان تناهى الى سمع الناس رغبة الحكومة في الزيادة فيها زيادة مشطة .وسقط في هذه الاحداث في دوز قبل ان تتحرك أي جهة اخرى 3 قتلى 2 على عين المكان بعد صدامات دامية مع الشرطة امام المعتمدية وبعد محاصرة مركز الشرطة التي اعطيت الاذن باطلاق النار وواحد لفظ انفاسه في المستشفى بعد اسبوعين من الاحتضار من رصاصة اخترقت عنقه. وشخصيا شاهدت سقوط الشهيد الثالث في منطقة دوز الغربي – قرب متجر بلقاضي – وكان مشهدا مرعبا وفضيعا لي . ان مثل هذه الاحداث لم تكن ابدا بتحرك خارجي ولا باطراف سياسية كما صورت على الرغم من ان الايديولوجيا كانت الخبز اليومي للناس وقتها ولا ننسى ان الثمانينات كانت فترة ساخنة في الجامعة او حتى في المعاهد وقد عشنا وشاهدنا هذه المرحلة ولكني لا اعتقد ان أي طرف سياسي انذاك كانت له القدرة على تنظيم احتجاجات من هذا النوع – فحتى الذين اعتقلوا وكان منهم اثنان على قرابة لي لم يكونا حتى يقومان بواجباتهما الدينية العادية ولا اعرف كيف الصقت لهما تهمة الاتجاه الاسلامي ؟؟؟؟؟)
لذلك اعتقد ان ذكر الاحداث على الصورة التي رواها مزالي تخلو من الموضوعية بل وتتجنى على الشعب وعلى التاريخ ؟؟؟؟

هناك 4 تعليقات:

Tarek طارق يقول...

فعلا هذا موضوع يدعو للحنق.... مزالي و النوعيات إلي كيفو إلي ترباو على عقلية التسلط و نفي أي نفس للانتفاظ و التعبير لدى المواطنين يتخيلو أنو الناس دمى و أنو مصيرهم الكل مرتبط بخيوط في القصر... العقلية الموامراتية التبسيطية و الجاهلة هذية ماهياش خاصة بالمزالي... السيد هذاية زادة يتيمز كيف برشة غيرو من نفس المسيرة بدرجة عالية من الشخصنة و النرجسية يتخيلو أنو كل ما يجرى هو مجرد مؤامرة على شخوصهم بالرغم إلي هوما فعلا أقزام... و أحسن مثال على أنهم أقزام و أنهم غير قادرين حتى على نطق جملة مفية و مفهومة الاطلاع على شهاداتهم المتلفزة كيف في الشريط الوثائقي إلي عملتو قناة العربية على بورقيبة... نفس العقلية التآمرية النرجسية و المحتقرة لإرادة الناس و عقولهم نلقاوها عند واحد من جماعة وسيلة "الطاهر بلخوجة" شهر الطاهر بوب إلا كان من رواد القمع و أصبح بقدرة قادر من "التيار الديمقراطي" وقت بورقيبة.... للأسف الناس هذية مازالت تكتب في التاريخ أو على الأقل يقع توفير المنابر ليها بش تكتب التاريخ... و هذية مجرد مناسبة أخرى جات للمزالي بش يقول "نصيبو من الحقيقة"... كاينو الحقيقة ورثة مقسمة و كل واحد عندو الحق في نصيب منها

abunadem يقول...

لا والادهى والامر عندما يلغي بجرة قلم واحدة الفعل التاريخي للجماهير اللي نستعرفو انها كانت عفوية وقتها وما ثماش حتى طرف سياسي كان قادر على توظيفها يا طارق.ولكن تفسيرها بنظرية المؤامرة هذا لا يرقى الى الموضوعية التاريخية اللي من المفروض يتحلى بيها سياسي كيفو.اما كيما قلت انت التجربة السياسية للناس هذوما مبنية اصلا على الولاء والطاعة وماكانش عندو القدرة على قول لا بدليل وهذا كلام قالو هو في الحلقة هذي انو بورقيبة ماحبش يتراجع على قرار الزيادة بعد الاحداث الدامية وطلبت منو وسيلة باش يطلع في التلفزة ويقول الحكومة ماهيشي باش تتراجع وهو كان يعرف ان الحكاية هذي تضروا لكن ما نجمش يقول لا لبورقيبة وطلع في التلفزة ورسات في راسو هو ...

kissa-online يقول...

comme tous les nervis qui ont servi les regimes dictatoriaux ce type est sorti par la petite porte.en general ils deviennent mythomanes et s'inventent des actes de "courage" et deviennent des "democrates"!! un facho comme "tahar bop" 20 ans apres s'invente une virginite :
plus culotté tu meurs!
le peuple tunisien retiendra du regne de ces gens, la privation des droits d'association, de presse ,le trucage des elections, les violences contre le mouvement syndical et etudiant, la torture...

Adnen Mansar يقول...

قرأت الكتاب ومحمد مزالي قال الأشياء كما يراها من زاويته، وهي بالتأكيد غير الزاوية التي يمكن للآخرين النظر منها. صحيح أن الأحداث كانت عفوية في انطلاقتها (هي كذلك دائما في تونس)، ولكن إلى أي مدى نحن متأكدون من أنه لم تدخل أطراف أخرى على الخط بعد ذلك. المسألة تحتاج إلى نظر.