الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

رواية الطاهر بن جلون عن سنوات الجمر والرصاص بالمغرب :تلك العتمة الباهرة


الرواية كما يقول بن جلون واقعية قصها عليه احد ابطالها ممن عاشوا 15 سنة في الظلمة في سجن تزمامارت انه عزيز احد الضباط الذين شاركوا الجنرال اوفقير محاولة انقلابه على العرش سنة 1971 ومع ان عزيز لم يطلق رصاصة واحدة في العملية لانه كان مامورا ولم يكن يفهم شيئا عن ما يحدث ولان والده كان صديق الملك الشخصي على الرغم من ان والده انكره وتبرا منه وطلب من الملك ان لا يؤاخذه بسيئات ابنه ولأن عزيز كان واقعا تحت هول الصدمة وهو في القصر والجثث تتناثر من حوله وهو في حيرة لو قدر عليه ان يقتل هل يقتل الملك ام والده الذي طلق امه واهمله وتنكر له حتى في احلك فتراته ؟ نقل الضباط المعاقبون بالموت سجنا الى سجن احدث خصيصا لهم على ما يبدو في عمق الصحراء في تزمامارت .سجن صغير مدفون في الرمل كما يصفه بن جلون :"في الواقع كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة امتاروعرضها متر ونصف اما سقفها فوطئ جدايتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتيمترات .ولم يكن بامكاني ان اقف فيها .حفرة للتبول والتبرز.حفرة قطرها عشرة سنتمترات.كانت جزءا من اجسادنا والافضل ان نسارع الى نسيان وجودها...." هكذا يبدأ وصف حفرة الموت هذه التي لا يستطيع السجين حتى الوقوف فيها الا منحنيا ...تصوروا طيلة 15 سنة رجل لايقف باستقامة ؟؟؟ وحفرة التبول والبراز في جانبه ...ثم لا يقدمون لهم الا جلف خبز يابس في اليوم و5 ليترات ماء مان عزيز يفضل مثله مثل البقية ان يغتسل اكثر ما يمكن بالماء حتى قبل شرابه ..فرائحة العرق والوسخ اصبحت تفرز كائنات رهيبة مقلقة بل قاتلة ...كان لايسمح لهم بالخروج والفسحة الا حين يموت احدهم فيؤذن لهم بدفنه ...هكذا تساقطوا الواحد بعد الاخر ..كانوا 28 لم يبق منهم الا 4 في النهاية ..واحد مات بالبرد ..واخر بالعقارب...واخر مات معصوما ببرازه ...واخر وجد ميتا ...و..وووو...انه لوضع خرائي كما وصفه واكرين الشاب البربري .الذي بفضله ربما سيرى من بقي على قيد الحياة طريقهم للخلاص ..لقد تعرف الى سجان ابن عشيرته من البربر انه مفاضل ..راحا يتعارفان وذات يوم طلب منه واكرين ان يقدم له خدمة تتمثل في ورقة وقلم ...حقق له طلبه بعد 3 اشهر استطاع تهريب ورقة وقلم رصاص في سترته ...كتب فيها عزيز بشغف على لسان واكرين :"اخبر زوجتي انني على قيد الحياة وقل لها ان ترسل لي بعض العقاقير "
هكذا عرف العالم بقصتهم ومكانهم وراح انصار حقوق الانسان يتبادلون تلك الكلمات دليل على وجودهم في الصحف العالمية والاذاعات ..احرجت الحكومة المغربية التي اقتنعت اخيرا باطلاقهم ولكن بعد ان بقي منهم على قيد الحياة اربعة فقط من اصل 28 سجينا ......
كم هو رهيب عالم السجن ..عالم الظلم وفقدان الحرية ...
يمكن قراءة الرواية وتحميلها من مكتبة المصطفى

هناك 7 تعليقات:

الحلاج الكافي يقول...

تذكرني في "شرق المتوســط" لعبد الرحمان مــنــيــف إنها رواية رهيبة قرأتها و انا في سنّ المراهقة حيث تتملكتني حالة من الشرود عندما أفكّر في وحشية الأنظمة و العروش

Le Loup des Steppes يقول...

combien de prisons de ce genre existent encore? combien de prisonniers? combien de torture...

Alé Abdalla يقول...

هوّ نصّ جيّد و برهن فيه بن جلّون عن قدراته الأدبيّة باللّغة الفرنسيّة و لكن أحمد المرزوقي أحد المحرَّرين عاب على بن جلّون سكوته طوال سنوات السّجن إتّهمه بإستغلال مآسي النّاس لصالحه و هذا ما جعل الكاتب الكبير يتقاسم مع عزيز بيندين أرباح الكتاب

Alé Abdalla يقول...

ما فهمتش علاش كل مرة نبعثلك تعليك ما تنشروش بالرغم إلي ما فيه شيء ينرفز

abunadem يقول...

الحلاج ..
شكرا للزيارة فعلا تشابه كبير بين شرق المتوسط وتلك العتمة الباهرة فالقضية واحدة في الروايتين .

abunadem يقول...

Le Loup des Steppes
اكيد ما لاتكشفه المنظمات الحقوقية اكثر مما وقع كشفه..مازال سجن المزة في سوريا ..يحوي ماسي اكثر من تزمامارت ومن ابوغريب...قد تكشف عنه الايام

abunadem يقول...

علاء الدين بن عبد الله
اولا سامحني ما فقتش بالتعليقات انا بيدي استغربت كيفاش من مدة ما علقلي حد ولكن يظهرلي كي جددت المدونة متاعي مسيت الخيار متاع ادارة التعليقات وما فقتش بيه توا فيقني واحد من الاصدقاء وهاني صلحت الوضعية شكرا للزيارة ..فعلا النص في الاصل ورد بالفرنسية والعباد الكل تعيب على بن جلون انو ما خاضش بالكل في المواضيع السياسية السخونة في القصر من قبل ...ولكن علاش توا مش عارف ممكن محاولة لتطهير النفس والا رجعلو شاهد العقل والا استغل شوية الانفتاح اللي صار في المغرب السنوات التالية ؟؟؟؟؟؟؟