الجمعة، 22 أوت 2008

الوزير....والحمير ؟؟؟؟


مقال طريف يتحدث عن غلاء المعيشة وكيفية مواجهتها من طرف الحاكم العربي كتبه المهندس /هيثم أبوخليل مدير مركز ضحايا حقوق الإنسان تهكم فيه من كيفية معالجة الازمة في ادارة لا تعطي للانسان قيمة امام القيمة المتزايدة للحمير او تحول المواطن نفسه الى حمار يشتغل ويشتغل مقابل وجبة من البرسيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---------------
الحمار الآلي ؟؟؟؟؟؟؟؟


كان اجتماع مجلس الوزراء في إحدي الدول العربية غاية في السخونة فلقد عنف رئيس الوزراء وزير الزراعة بشدة وحمله مسئولية عدم تنفيذ خطة وزارته العام المنصرم وتآكل المساحة المزروعة من القمح بدلا من زيادتها مما يوثر علي الإنتاج المحلي من القمح الذي لايكفي سوي 40% من إجمالي الإستهلاك المحلي مما يدخل البلاد في مشكلة كبيرة في توفير بقية الإحتياجات من السوق العالمي بأسعار مرتفعة مما له من تأثير مباشر علي إقتصاد البلد.. ناهيك علي أن القمح يعتبر أمن قومي لبلد تعتمد علي رغيف الخبز كوجبة أساسية....
كان رئيس الوزراء في قمة الغضب ....صرخ في وجه السادة الوزراء قائلاً:
كده البلد في خطر حنرجع تاني لعصر الطوابير ..طوابير علي العيش وطوابير علي بنزين 80 وطوابير حتي علي الحديد ...
أمر بإستدعاء أكبر الخبراء في مجال الزراعة فوراً للإجتماع .... لم تمض الساعة وحضر الخبراء بين يدي رئيس الوزراء ..بادرهم الرئيس قائلاً: ما يحدث في بلادنا فضيحة ...؟!! عندنا المياه والأراضي الشاسعة والعمالة متوفرة بكثرة بل وتعاني من البطالة ولا نستطيع أن نكتفي من القمح ...أريد حل لموضوع توفير القمح لحل مشكلة رغيف الخبز ... تبادل الخبراء الحوار وأجمعوا علي عدة نقاط هامة أهمها :
(1) التوسع الرأسي بزيادة إنتاجية الفدان عن طريق إستخدام تقاوي جيدة مجربة في مراكز الأبحاث الوطنية بدلا من بعض التقاوي المشبوهة التي يتم إستيرادها من إحدي الدول ..

(2) التوسع الأفقي في زيادة المساحة المزروعة من القمح علي حساب الأصناف الغير ضرورية مثل الكانتلوب والخيار والفراولة ..

(3) زراعة ملايين الأفدنة عالية الخصوبة ذات التربة السوداء بالسودان والتي لا تحتاج إلا لبذر التقاوي فقط ..؟

(4) العمل علي ترشيد الاستهلاك بالتوعية وحسن صناعة رغيف الخبز حتي لا يكون هناك فاقد كبير منه .

(5) زيادة عدد الصوامح لتخزين القمح حيث ان الطاقة الحالية للصوامع تبلغ طاقتها نحو‏2.5‏ مليون طن سنويا ونحن نحتاج الي مضاعفة هذه الكمية لنصل الي خمسة ملايين طن من القمح لتقليل الفاقد من سوء التخزين .

(6)جعل أولوية توفير المياة لزراعة القمح بدل من إستنزافها في ملاعب الجولف حيث ان كمية المياه التي تهدر في نادي جولف واحد لمدة أيام ثلاثة تكفي لري مائة فدان ..؟!!
بعد أن إنتهي الخبراء من وضع المقترحات نظر رئيس الوزراء لوزير الزراعة وقال له ما رأيك في هذه المقترحات .؟
إبتسم الوزير وقال : مع إحترامي للسادة الخبراء فإنني أري أن السبب الرئيسي في مشكلة القمح هي زراعة البرسيم بدلا من القمح حيث أن عائد زراعته أكبر ودورته أسرع كما أن آخر إحصائيات تقول أن المساحة المزروعة في بلادنا 9 مليون فدان منهم 2.5 مليون فدان برسيم ..وذلك لإعتماد الفلاحين علي البرسيم كغذاء رئيسي للمواشي ولأكثر من 1.3 مليون حمار وبغل وحصان في البلد .. !!
تدخل أحد الخبراء في الحوار وقال هذه كارثة أخري وهدر أخر للمياة لأنه إذا كان معدل إستهلاك الفدان الواحد لزراعة محصول زراعي أساسي ( كالقمح ) يتراوح ما بين 7 إلي 8 آلاف متر مكعب من المياه فإن فدان البرسيم يستهلك أكثر من 21 متر مكعب بمفرده ..؟
نظر رئيس الوزراء بتعجب للحوار والسجال الدائر وقال : الحل هو إعدام الحمير وإستبدال البرسيم المزروع بقمح فوراً ... وأضاف يا وزير الزراعة سيادتك تركت الفلاحين يزرعوا برسيم والشعب يجوع .. خلي بالك الشعب لو أكل برسيم مش في صالحنا ...حيرفسنا طوالي ..فأنفجر جميع الجالسين في الضحك ... !!!
رفع وزير البيئة يده وقال:
يا ريس الحمار هو الآن صديق الفلاح بعد أن مات أبو قردان بالمبيد ات المسرطنة والحمار صديق أيضاً للبيئة ولا يصدر عنه أي تلوث سوي تلوث سمعي وبعض المخلفات التي يستفاد منها و تستخدم كسماد عضوي ..
قطع حديثه أحد الوزراء السياديين وقال : هو التلوث السمعي شوية ..؟!!
الحمار بيعلم الناس الصوت العالي والصراخ وهذا مش كويس علشان البلد
فجأة ...قال وزير الإتصالات وجدتها ..وجدتها ... بما إننا حكومة إلكترونية ..
وبدل من الإقتراحات الغير إلكترونية التي قالها الخبراء من زيادة إنتاجية الفدان وزيادة المساحات وأبصر إيه ..نقوم بإستبدال جميع الحمير الموجوده بحمير آلية يتم شحنها بالكهرباء وتغني أغاني وطنية تحفز الهمم وتزود إنتاجية الفلاح وكده ولا برسيم ولا صوت عالي ولا دياولوا .. تهللت أسارير رئيس الوزراء وقال:
رائع ..رائع ... وكده تكون الأمور تحت السيطرة القمح حيزيد وما فيش برسيم .. والطوابير تختفي والعيش يتوفر والناس تبقي مبسوطه وده حل أسهل وأوفر من إستصلاح أراضي ووجع دماغ ..
فعلاً تم الموافقة في لحظات بالإجماع علي إعتماد مبلغ 2 ملياردولارلإستيراد مليون حمارآلي من الصين فوراً بسعر 2000 دولار للحمارالآلي الواحد ..
فجأة وقف الوزير السيادي مرة أخري وقال : ياريس ... ياريس .. حضرتك نسيت مشكلة كبيرة جداً ..قال رئيس الوزراء خير ...
قال الوزير :إنت حتعدم أكثر من مليون حمار ممكن يعملوا مشاكل كبيرة ويقوموا بوقفات إحتجاجية ومظاهرات ويخاطبوا جمعيات الرفق بالحيوان في الخارج والدنيا تنقلب علينا .. هذا غير حب الشعب للحمير ...ده حتي عملوا للحمار أغنية إسمها بحبك يا حمار ..
سكت رئيس الوزراء قليلاً .. وقال كلامك مظبوط .
خلاص نخلي الحمير كما هي ونضحي بالمواطن.... أسهل ..

مهندس /هيثم أبوخليل
مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان

19- 8 – 2008


هناك تعليق واحد:

ahmed deraz يقول...

خدمات الشارقة – المحترف للصيانة – الامارات
ترميمات المنازل فى الشارقة
شركات صيانة المباني فى الشارقة