السبت، 16 أوت 2008

ميثاق بورتو اليغري من أجل التربية...

الثلثاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2007
صادق عليه المنتدى العالمي للتربية في بورتو اليغري 24-27 اوكتوبر 2001

يقدم المشاركون في المنتدى العالمي لاجل التربية، واغلبهم مدرسون وطلبة وباحثون وسلطات ونقابيون وممثلون لقوى اجتماعية وشعبية متعددة ومتنوعة، إلى حكومات كل البلدان والى كافة شعوب العالم المواقف المصادق عليها خلال الاجتماع الختامي للقاء .

إن 000 15 من صناع التاريخ هؤلاء يؤكدون على هذا النحو التزامهم في التربية العمومية المجانية والجيدة لصالح كافة الرجال وكافة النساء ومن كل الاعمار وكل التوجهات الجنسية والانتماءات العرقية والدينية والثقافية كشرط ضروري وممكن لاجل السلم وافاق افضل لحياة البشرية .

إن الرأسمال ، بغية رفع ارباحه الى مستويات لم يبلغها ابدا من قبل ، يدفع الى البؤس والى الحرب غالبية سكان العالم . ويكشف، بالتخلي عن الطفولة وتقتيلها، الوجه الاكثر وحشية ولاانسانية لنموذج المجتمع الذي يفرضه .

علينا إذن أن نعتبر العصر الذي نعيش فيه كلحظة قطيعة .

في الظرفية العالمية الحالية ، بعد العمل الارهابي لــيوم11 شتنبر المدان من طرف الجميع ، يظهر بشكل جلي أكثر الاختلال بين الشمال والجنوب وايضا خطر العنف الناشئ عن اللاعقلانية والمهدد لكل شكل للحضارة . تسعى القوى المسيطرة على العالم الى اظهار اللحظة الحالية انها لحظة كارثة عالمية . لكن هذه القطيعة في انظار غالبية البشر يمكن اعتبارها انتقالا من وضع إلى آخر يتعزز فيه التضامن والحرية والمساواة واحترام الاختلافات بصفتها قيما مرتبطة بيقين وجود أكيد لقوى وخيرات قادرة على تغذية من يعانون من المجاعة ومنح الجميع شروط الحياة المادية والروحية ومنها التربية العمومية المجانية والجيدة كمرجع اجتماعي.

في هذا السياق، وكقسم من هذه القوى ، انعقد المنتدى العالمي لاجل التربية الذي أبرز أن لحظة الانتقال هذه مبنية في العالم كله من طرف حركات اجتماعية وحكومات منخرطة في النضال من اجل الديمقراطية وفي القضايا الشعبية مقترحة في القرى كما في المدن بدائل عن الإقصاء الذي تسببه العولمة النيوليبرالية .

إن جبهات النضال متعددة في نقاط مختلفة من العالم – القوى الزاباتية في المكسيك وحركة العمال القرويين بدون أرض قي البرازيل والحركة لمناهضة للابارتهايد وضد النيوليبرالية ولاجل الانسانية في بيليم دى بارا Belém du Pará والمؤتمر العالمي ضد العنصرية في دوربان Durban والمسيرة من اجل السلم التي قامت بها الامم المتحدة في بيروس وفي اسيز Pérouse et à Assise وجمعية أطاك لأجل فرض الضريبة على المعاملات المالية ولأجل مساعدة المواطن وغيرها كثير . وداخلها توضع بدائل شعبية وديمقراطية تعارض الضغوط المالية التي يمارسها البنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة (لاسيما مع الاتفاق العام حول التجارة والخدمات الذي يشكل خطرا كبيرا على التربية العمومية ) وصندوق النقد الدولي الذين يدعون جميعا " إعادة تنظيم اقتصاد العالم "

نرى في هذا السياق إنه من الأساسي تعميق التضامن والتنظيم بين الحركات الاجتماعية والجمعوية والنقابية والبرلمانية وإنعاش لقاءات عالمية في مختلف البلدان ومختلف المدن . ان ردود الفعل الملحوظة في سياتل Seattle ودافوس Davos وكانكون Cancun وكيبيك Québec و جينوة Gènes, والاضرابات والمسيرات التي قام بها عمال مختلف الفئات ، لاسيما مهنيو التعليم والمنتدى الاجتماعي العالمي والمنتدى العالمي للتربية ، تبرز انه بالرسوخ في الحاضر وبالتنديد بما ارتكب وما يزال ضد كافة الشعوب يبني رجال ونساء من العالم برمته المستقبل بأمل .

يجب إذن التنديد بتسليع التربية الذي يسمح لبلدان الشمال ، مستفيدة من موقعها المسيطر ، بجذب أدمغة بلدان الجنوب من خلال هجرة انتقائية . كل هذا يدل على إمكانية تكاثر بدائل متضامنة فعلا ، شعبية وديمقراطية ، لاسيما تلك المتعلقة بالتربية العمومية المجانية والجيدة على كل مستويات التربية . نعتبر في هذا الاتجاه ان النضال ضد العولمة النيوليبرالية يقتضي أن نعيد تأكيد الحلول القائمة ونسعى الى تحقيق أعمال أخرى على النطاق المحلي والجهوي والوطني والعالمي .

وستلقى الترحيب في هذا النضال لتجسيد بدائل شعبية وديمقراطية كل القوى وكل المنظمات وكل القطاعات التي تعتبر انه من الضروري تغيير جذري للبرامج الاقتصادية الجاري تطبيقها حاليا على المستوى العالمي وكذا للسياسات العمومية الوطنية والمحلية لإتاحة التوزيع المتساوي للخيرات واستمرار بيئة سليمة واستفادة الجميع الواسعة من الخيرات الثقافية المشتركة وكل انواع التربية المبلغة بفضل تكوين قيم التضامن والحرية والاعتراف بالاختلافات لتجاوز العوامل التي خلقت ومازالت تخلق التراتب بين البشر . يتطلب تكوين مشروع اجتماعي متعارض مع نموذج العولمة النيوليبرالية دمج قوى متنامية في هذا النضال الذي لا زال في بدايته ضد كل النزعات الأصولية .

إننا اخوة في هذا النضال ونرى ان الكائن البشري مهما كانت معتقداته وطرائقه في الحياة وأذواقه ومشاعره واختلاف حاجاته التربوية الخاصة هو دوما ذاتٌ لها حقوق . ان التربية ، هذا الشرط اللازم للحوار والسلم ، تقوم بدور كبير في هذا النضال بقدر ما ان الفضاءات المختلفة والجماعية التي يمكن ان توجد داخلها هي أماكن للنقاش والحياة والتقاسم . تتحول المدرسة العمومية في هذه السيرورة ، وتتعزز كإطار مكاني وزماني لإمكانات التقاء رجال ونساء من كل الأعمار كانت قدراتهم لحد الآن بالكاد مستشفة . هكذا ضد مزاعم قوى الرأسمال بأن المدرسة العمومية متجاوزة نعيد تأكيد قوتها وحركتها الدائمة في إعادة اختراع ما هو يومي في مجتمعاتنا وفي تحولها هي نفسها كنتيجة لعمل ضحايا الإقصاء .

كما يشكل انتزاع السلطة السياسية في كل وضع ملموس ، قومي ومحلي ، أحد جبهات المعركة لان عولمة الرأسمال في حاجة دوما الى حكومات قومية وجهوية ومحلية قادرة على تنفيذ خططها وتفعيل قوتها . يجب ان ترتكز البدائل عن المقترحات النيوليبرالية على وجود حكومات شعبية ديمقراطية تُبنى بوجه صعوبات عديدة وتمثل امكانية التزام متزايدة .

ان النضال لاجل تغييرات في عالم الشغل ، في افق اضفاء طابع الاستقرار المهني واستفادة الجميع من التطور العلمي و التكنولوجي ، يجب ان يكون مرفقا بضمان الحقوق الاجتماعية للعمال والعاملات والاعتراف الكوني بالشواهد المهنية . وهذا النضال وثيق الارتباط بكل التغييرات المذكورة آنفا . انه يتطلب معرفة إنسانية وتقنية وعلمية وأخلاقية وجمالية أوسع ودمج الحق في الاختلاف كي نتمكن من التفاهم والتقارب وإلغاء التراتب بين البشر على أساس الجنس او العمر او الانتماء الى اثنية او لون او دين او ثقافة او سياسة . ان لدى مهنيي ومهنيات التعليم الكثير مما يمكن قوله حول جهودهم المشتركة ويسعون للمساهمة اكثر فاكثر ، مع مختلف الحركات الاجتماعية ، في خلق عالم اكثر عدلا وسلما مؤكدين أهمية عملهم مع الأطفال والبالغين والمسنين . ينضاف المنتدى العالمي لاجل التربية كمساهمة في النقاشات المنجزة في منتديات مختلفة حول التربية خلال السنوات العشر الأخيرة على المستوى العالمي و القريبة من الأفكار المعبر عنها في هذه الرسالة والمشكلة لمحاور كبرى للمنتدى الاجتماعي العالمي لعام 2002 .

يشكل المنتدى العالمي لاجل التربية واقعا و إمكانية في بناء شبكات تضم أشخاصا ومنظمات وحركات اجتماعية وثقافية محلية و جهوية وقومية وعالمية تدعو الى تربية عمومية للجميع ، كحق اجتماعي غير قابل للتصرف تضمنه وتموله الدولة ، لا يجب أبدا اختزالها في وضع سلعة و خدمة في أفق مجتمع متضامن وديمقراطي جذريا ومساواتي وعادل .

بورتو اليغري : البرازيل 27 اكتوبر 2001

ليست هناك تعليقات: