الخميس، 1 ماي 2008

هل أنا عامل مثالي ..حتى احتفل بعيد العمال ؟؟؟؟



هل يحق لنا الاحتفال بيوم 1 ماي؟؟؟

ان الذين ناضلوا سنة 1886 في شيكاغوا واعلنوا الاضراب العام من اجل التخفيض في ساعات يوم عمل من 12 ساعة الى 8 ساعات والذي اصبح مكسبا للطبقة الشغيلة في العالم لم يكونوا ليتوقعوا ان حال الصراع بين العمل وراس المال العالمي سيؤول الى ما آل اليه اليوم ليس فقط من تراجع بل من سمسرة بقضايا العمال من الذين يتورعون للدفاع عنهم او ما صرنا نسميهم اليوم بيروقراطية نقابية ولم يكن يتوقع من قدم لحمه ودمه من اجل مصالح الشغيلة ان تصبح قضيته وخبزه قضية نخاسة في سوق المزايدة النقابية والسياسية من جهابذة التنظير النقابوي الذين شغلوا مناصب الدولة العمالية حين كف اصحابها عن الدفاع عنها .نعم ان العمال اليوم امام هجمة راس المال الشرسة بكل المقاييس وامام التحولات الفكرية والايديولوجية التي عرفها العالم بعد سقوط جدار برلين وتحول منظري الشغيلة الى منظري السلطة ادى الى استقالة اصحاب الشان او تبني ما سماه اريك فايل ب " اسلوب المقاومة السلبية "الناجم عن اليأس .وهو اسلوب النعامة والركون الى الفرجة و الجلوس في المقاهي المريحة واطلاق العنان لحرب السب الرخيص والمجاني والضحك على الذين مازالوا منشغلين بالهم النقابي .اما بدافع الخوف او الخواف من غول القمع السياسي والنقابي ايضا اليوم ( التجريد النقابي ,النظام الداخلي ..) او بدافع الانتهازية الشخصية او بدافع البراغماتية الرخيصة ...ما جعل اليوم الطبقة العاملة في اسوأ حال : * نقابات مساهمة لا تجيز الا الدفاع عن مصلحة راس المال وتعمل على عرقلة كل نشاط نقابي فعلي .
* التراجع حتى في اهم مكاسب العمال من ناحية قوانين التشغيل وتشريعات العمل حيث ظاهرة التفويت في القطاع العمومي وشركات المناولة باليد العاملة .والحد من النشاط النقابي في المؤسسات .
* بل وتحويل النقابات الى خلايا عمل سياسوي ونقابوي فئوي ضيق تسيطر عليها الاحزاب الحاكمة.( شعب مهنية بيافطة نقابية ) .
اما في دول المركز فإن الطبقة العاملة تم تذويبها في مكاسب مادية وهمية اوهمت بها مجتمعات الوفرة العمال وحولتهم الى قطاع مستهلك لبضائعها لا منتج حقيقي .حتى ان بعض المنظرين الجدد صاروا يراهنون على الانتلجنسيا للنضال ضد راس المال اذكر مثلا ماقاله د .شوارتز "ان اردت الثورة انس العمال انهم منشغلون بشرب الجعة وقيادة سيارات راملرز وهم في تخمة من الثروة ان عمال الفكر هم الوحيدون الذين يستطيعون تحقيق الثورة " ما دفع مفكرا مثل ريجيس دوبرييه الذي شارك رافق جيفارا وشارك معه في ثورة كوبا يتحدث عن " انتقام المثقفين " من ماركس الذي اهمل دورهم في صناعة التاريخ ...
فأين هم العمال اليوم وأي مكاسب يحتفلون بها في 1 ماي ؟؟؟؟ ثم من يحتفل حقيقة بهذا اليوم ؟؟؟ ان يوم 1 ماي اصبح مناسبة وفرصة لغير العمال من حكام وبيروقراطية ان يتزينوا و يحتفلوا ويعلق بعضهم لبعض نياشين واوسمة بعنوان "العامل المثالي " ولا نعرف كيف تتحدد مثالية العامل اليوم ومن له الحق بتحديدها .هل الذي ينتج فعلا ولا يقدر حتى على شراء رغيف الخبز ام ذاك الذي لاتراه في مكان العمل وليس له من عمل الا ما لايعمله في المصنع او المؤسسة .ونعرف من يرتقي ومن يزيد اجره ومن يقفز قفزا في تدرجه المهني ؟؟؟؟؟ بالتاكيد ليس العامل الذي ينتج والذي يدافع عن حقه ؟؟؟؟
العامل المثالي من يكره الاضراب والمضربين ويحب مجالسة الساسة والقوادين ؟؟؟ويتحول الى عصا في يد البيروقراطيين ؟؟ و يعيبه دخول الاتحاد ويستيقظ حتى الفجر في شعبة المهنيين ؟؟؟؟
هذا من يحتفل بعيد العمال
اما نحن
فنبقى نياما الى اخر النهار ؟؟
حتى لانسمع شيئا عن عيدنا من اخبار ؟؟؟


ليست هناك تعليقات: